تجمع الكثير من المصادر على وصف أوجيني بأنها تتمتع بقدر من الفتنة التي تخلب لب الرجال، وبالذكاء والطموح الذي يجعلها قادرة على تحقيق أهدافها، وبحبها للترف والسلطة وأبهة الملك، ما جعلها توافق على الزواج من الإمبراطور نابليون الثالث.
وتمر اليوم الذكرى الـ 102 على رحيل الإمبراطورة أوجينى، إذ رحلت في 11 يوليو عام 1920، وهى من مواليد إسبانيا في إقليم غرناطة، وتلقت علومها في فرنسا، وكانت تجيد الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وإلى جانب ذكائها الحاد كانت بالغة الجمال، وقد أعجب بجمالها وذكائها الإمبراطور نابليون الثالث وتزوجها في شهر يناير عام 1853 وأقامت في قصر التويلري.
الإمبراطورة أوجينى، وقع في حبها وأعجب بها زوجها الذى انتهز فرصة تقربه من والدها ليتزوجها، وكذلك يقال إن الخديوى إسماعيل وقع في حب الإمبراطورة الحسناء، لكن أيضا السلطان العثمانى عبد العزيز، أيضا أعجب بالسيدة الجميلة.
لعل الكثير يعرف مظاهر الاحتفاء التي قام بها الخديوى إسماعيل من أجل استقبال الإمبراطورة الحسناء، وكانت من ضمن مظاهر احتفاء الخديو إسماعيل بزوجة إمبراطور فرنسا، بجانب الاستقبال الكبير فى ميناء بورسعيد، حيث اصطف الجنود على الرصيف، الذى سمى على اسمها، كما اصطفت السفن أمام الميناء، وبعد تناول الغداء، عُزف النشيد الوطنى الفرنسى، ودخل الخديو، وترافقه الإمبراطورة إلى مكان الاحتفال، وكانا فى المقدمة، فيما كان باقى الملوك والأمراء خلفهما.
كما قام "إسماعيل" بتصميم قصر بجزيرة الزمالك، فشيد له "سرايا الجزيرة" على غرار "قصر الهمبرا" بغرناطة، بأسلوب رومانسى، وانتهى منه عام 1868، وتم استخدامه كمقر لإقامة أوجينى وحاشيتها خلال احتفالات قناة السويس، وقال على مبارك إن تلك السرايا تكلفت ما يقرب من 750 ألف جنيه مصرى.
كما أن الخديو إسماعيل أمر بإنشاء حديقة الجبلاية، والتى تبلغ درجة عالية من الجمال والأناقة، لتتمتع الإمبراطورة بها، أثتاء فترة تواجدها فى القاهرة، وقبل عودتها إلى فرنسا، كان إسماعيل قد جهّز هدية الوداع، غرفة نوم من الذهب الخالص تتصدرها ياقوتة حمراء نقشت حولها بالفرنسية عبارة "عينى على الأقل ستظل معجبة بك إلى الأبد".
ويذكر كتاب "أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية" لـ أمين أسلان، كان السلطان عبد العزيز، ميالًا إليها معجبا بجمالها، فبالغ في الاحتفال بقدومها، والاحتفاء باستقبالها حتى إنه أمر بتجديد فرش السراي كله، وبأن يُجلب من باريس أثاث للغرفة التي أعدها للإمبراطورة كأثاث غرفتها في قصر التويلري تماما حتى لا يخال لها أنها خرجت من سرايها، وأنشأ زورقا يبهر الأنظار بقبته المذهبة وستائره المخملية ومقاعده الحريرية، وكل ذلك لنقلها بضعة أذرع من الباخرة إلى السراي، وغير ذلك من الاستعداد الدال على الكرم الشرقي والبذخ التركي.
وكانت الشمس ذلك اليوم ساطعة والجو صحوا والهواء بليلا، فلم يلبث الناس طويلًا في الانتظار حتى أطلت الباخرة "النسر" الباهرة تقل جلالة الإمبراطورة، فبدأت الحصون والمعاقل بإطلاق المدافع تبشيرا بقدومها، وسارت الدوارع التركية إلى لقائها، فأحاطت بها إحاطة السوار بالمعصم، وقد صعد البحارة إلى أعلى السواري يصيحون "لتحيَا الإمبراطورة أوجيني".