تمر اليوم الذكرى الـ 74 على قوع مذبحة اللد، حيث اقتحمت المدينة وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة "موشيه ديان" وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية قام اليهود الصهاينة يقتلون ما يقارب 426 فلسطينيا في مدينة اللد التي احتلتها مع مدينة الرملة، وذلك في 11 يوليو عام 1948م.
اللد من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في اللواء الأوسط الإسرائيلي على بعد 38 كم شمال غرب القدس. أسسها الكنعانيون في الألف الخامس قبل الميلاد، وتمّ ذكرها في العديد من المصادر التاريخية.
وبحسب كتاب "اليهود: من عهد داوود إلى دولة إسرائيل" تأليف علي محمد عبد الله، تعد مذبحة اللد أشهر مذبحة قامت بها قوات البالماخ، وقد تمت العملية المعروفة بحملة دانى، لإخماد ثورة عربية قامت فى يوليو 1948، ضد الاحتلال الإسرائيلى، حيث صدرت الأوامر بإطلاق الرصاص على أى شخص يٌشاهد فى الشوارع، وفتح جنود البالماخ نيران مدافعهم الثقيلة على جميع المشاة، وأخمدوا بوحشية هذا العصيان خلال ساعات قليلة، وأخذوا يتنقلون من منزل إلى آخر، يطلقون النار على أى هدف متحرك.
ولقد تناثرت جثث العرب، رجالاً ونساء، بل جثث الأطفال في الشوارع في أعقاب هذا الهجوم. وعندما تم الاستيلاء على رام الله، وأُلقي القبض، في اليوم التالي، على جميع من بلغوا سن التجنيد من العرب، وأُودعوا في معتقلات خاصة. ومرة أخرى تجوَّلت العربات في المدينتين، وأخذت تعلن من خلال مكبرات الصوت التحذيرات المعتادة. وفي يوم 13 يوليو أصدرت مكبرات الصوت أوامر نهائية، حدَّدت فيها أسماء جسور معيَّنة طريقًا للخروج.
وبحسب الوكالة الفلسطينية، بدأت القصة في 10 يوليو 1948م، حيث عيّن بن جوريون، يغال ألون، قائدًا للهجوم على مدينتي اللد والرملة، وإسحاق رابين نائبًا له، وأمر يغال ألون بقصف المدينة من الجو، وكانت أول مدينة تهاجم على هذا النحو، وتبع القصف هجوم مباشر على وسط المدينة تسبّب بمغادرة بقايا متطوعي جيش الإنقاذ المرابطين بالقرب من المدينة، التي تلقت الأوامر بالانسحاب من قائدها البريطاني جلوب باشا.
إثر تخلي المتطوعين وجنود الفيلق العربي عن سكان اللد، احتمى رجال المدينة المتسلحين ببعض البنادق العتيقة في مسجد دهمش وسط المدينة، وبعد ساعات من القتال نفدت ذخيرتهم واضطروا للاستسلام، لكن القوات الصهيونية المهاجمة أبادتهم داخل المسجد المذكور.
صدرت تعليمات بإطلاق الرصاص على أي شخص يُشاهَد في الشارع، وفتح جنود البالماخ نيران مدافعهم الثقيلة على جميع المشاة، وأخمدوا بوحشية هذا العصيان خلال ساعات قليلة، وأخذوا يتنقلون من منزل إلى آخر، يطلقون النار على أي هدف متحرك. ولقي 250 عربيًّا مصرعهم نتيجة ذلك.
وذكر كينيث بيلبي، مراسل جريدة الهيرالد تريبيون، الذي دخل اللد يوم 12 يوليو، أن موشيه دايان قاد طابورًا من سيارات الجيب في المدينة كان يُقلّ عددًا من الجنود المسلحين بالبنادق والرشاشات من طراز ستين والمدافع الرشاشة التي تتوهج نيرانها، وسار طابور العربات الجيب في الشوارع الرئيسية، يطلق النيران على كل شيء يتحرك!.