حرب لم تدم سوى 4 أيام أو كما يقام حرب المائة ساعة والتي عرفت بين شعوب العالم بحرب كرة القدم، التي وقعت بين هندوراس والسالفادور، في مثل هذا اليوم 14 يوليو من عام 1969م، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا هل فعلا اندلعت الحرب بسبب مباراة لكرة القدم؟.
ظن الكثير أن تسمية تلك المعركة بحرب كرة القدم أن الصراع تفاقم بسبب اللعبة الأشهر في العالم، ولكن خلفية الأمر أكثر عمقًا وأبعد من ذلك، حيث تعود أسباب الخلاف والأزمات بين هندوراس والسالفادور إلى قضايا الإصلاح الزراعي في هندوراس والهجرة والمشاكل الديموغرافية في السلفادور.
فرغم أن مساحة هندوراس أكبر بخمسة أضعاف من حجم السلفادور المجاورة، إلا أن عدد سكان السلفادور سنة 1969 كان يضاعف عدد سكان هندوراس. وبسبب سيطرة ملاك الأراضي على معظم الأراضي الصالحة للزراعة في السلفادور انتج هجرة أكثر من 300,000 من السلفادوريين إلى هندوراس المجاورة، فبدأ المهاجرون من السلفادور يشكلون نحو 20 % من فلاحي هندوراس.
وبسبب الهجرة ارتفعت نسبة البطالة في هندوراس، وعلى أثر ذلك اتخذت حكومة هندوراس إجراء يعمل على حل المشكلة فأصدرت قانون جديد للإصلاح الزراعى وكان ذلك في عام 1962م، أعطى هذا القانون الحكومة المركزية والبلديات الحق في تملك الكثير من الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني من قبل المهاجرين السلفادوريين، ليتم إعادة توزيعها على المواطنين الأصليين لهندوراس على أن يتم حظر امتلاك الأراضي على مواطني السلفادور، وطرد السلفادوريين الذين عاشوا فيها لأجيال وانقطعت من بعدها العلاقات الدبلوماسية حتى تدخل الرئيس الأمريكي ليندون جونسون في مهمة حكومية لإعادتها.
أما عن قصة المباراة فتعود إلى تصفيات بطولة كأس العالم 1970م، حيث وقعت هندوراس والسالفادور، في مواجهة حاسمة لتحديد الفريق المتأهل إلى المرحلة النهائية والتي تم إقامتها على ملاعب المكسيك، وجاءت نتيجة أول مباراة بينهما بفوز هندوراس على ملعبها ووسط اعتداءات الجماهير على المشجعين السلفادور، وتطور الأمر إلى أبعد من ذلك حيث هاجم مواطنين هندروس الأحياء التي تقطن بها مواطنين السلفادور، مما دفعهم إلى الفرار إلى بلادهم.
وتم إقامة المباراة الثانية بعد أسبوع واحد من إقامة المباراة الأولى ولكن هذه المرة فازت السلفادور في ملعبها، وقام مواطنين السلفادور بالاعتداء على جماهير هندروس.
وجاءت اللحظة الحاسمة بين فريق هندوراس والسالفادور، حيث أقيمن المباراة الفاصلة في 14 يوليو 1969، وفازت فيها السلفادور وتأهلت، ومع نهاية اللقاء كانت الدولتان قد نشرتا قواتهما على طول الحدود بينهما وفي 3 يوليو انتهكت طائرة من هندوراس أجواء السلفادور وأطلقت على كتيبة من السلفادور النيران داخل الأراضي السلفادورية مما أدى لقيام السلفادور بهجوم واسع النطاق ودخلت القوات السلفادورية إلى مسافة 40 كم.
ومن جانبها قامت هندوراس بإرسال طائراتها لضرب مدينة سان سلفادور وأكابوتلا بالقنابل، وتدخلت العديد من الدول لحل الأزمة وتوقف الحرب، وبالفعل توقفت ولكن بعد حدوث خسائر كبيرة في البشر من الجانبين.