تمر، اليوم، الذكرى الـ148 على ميلاد الخديوى عباس حلمى الثانى، إذ ولد فى 14 يوليو عام 1874، وهو خديوى مصر منذ 8 يناير 1892 حتى عزله فى 19 ديسمبر 1914، وهو سابع من حكم مصر من أسرة محمد علي، وآخر خديوى لمصر والسودان، وأمه هى أمينة هانم إلهامى حفيدة السلطان العثمانى عبد المجيد الأول.
تولى حكم مصر، بقرار من الصدر الأعظم للدولة العثمانية بتولية خديوية مصر، وفقًا لفرمان وراثة الخديوية المصرية، ولذلك لكونه أكبر أبناء الخديوى المتوفى، وكلف الصدر الأعظم رئيس مجلس النظار ـ بالاشتراك مع هيئة نظاره ـ بإدارة شئون البلاد لحين وصول عباس حلمى إلى مصر.
وبحسب كتاب "صفوة العصر فى تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر" لزكى فهمى، وفى صيف سنة 1914 سافر الخديوى السابق إلى أوروبا فى الأستانة ليصطاف حسب عادته، فاعتدى عليه مصرى فى الأستانة يوم 24 يوليو من السنة عينها وجرحه، لكن الجرح لم يكن بالغًا: وما كاد الجانى يرتكب فعلته الشنعاء، حتى أطلق الحرس العثمانى النار عليه، وأمعنوا فيه ضربًا وطعنًا حتى أخمدوا أنفاسه تمامًا، وبقتل الجانى أمن شركاؤه ولم يعلم لهم أمر.
وظل الخديوى بالأستانة حتى أعلنت الحرب الأوروبية المشهورة فى أول أغسطس سنة 1914، فطلبت دولة بريطانيا من الخديوى السابق أن يبرح الأستانة إلى إيطاليا فلم يذعن لأوامرها. فبسطت حمايتها على مصر وأمرت بخلعه، وهذا ما كان من أمره. وقد تولى عرش مصر من بعده المغفور له السلطان حسين كامل الأول.
بقى المصريون فترة طويلة من 1914 إلى 1931 يهتفون فى مظاهراتهم ضد الاستعمار بـ "عباس جاي" على أساس أنه رمز لسيادة مصر ونهاية الحكم الإنجليزى وأن خلعه تم من جانب واحد دونما موافقة من قبله أو السلطان العثمانى صاحب الحق الرسمى بتعيين حاكم مصر، لكنه تنازل عن كافة حقوقه فى عرش مصر بعد مفاوضاتٍ أجراها رئيس الوزارة إسماعيل صدقى باشا مقابل ثلاثين ألف جنيه دفعتها الحكومة المصرية.