المأثورات الشعبية، بما تحتويه من معتقدات ومعارف شعبية، عادات وتقاليد، أدب شعبي، فنون شعبية، تشكل ظاهرة حضارية تدل على مستوى وعى الأمة ورقيها الثقافى ونضجها الفكرى، لذا الحفاظ عليه واحد من أهم المظاهر تحضر المجتمعات، والعديد من الكتب والدراسات تناولت تلك الأمر منها كتاب "تقنيات التوثيق بمؤسسات التراث الشعبى" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، للباحث أحمد فاروق.
وفى الكتاب يبرز الكاتب طرق حماية المأثورات الشعبية باعتبارها الراوي الحقيقي للتاريخ ووجها من وجوه الحفاظ على الهوية الوطنية، مبينا وسائل تسجيلها وأرشفتها بأحدث التقنيات الحديثة، وكيفية تنظيمها واتاحتها للباحثين والمبدعين والمهتمين وغيرهم من المستفيدين.
وسعى الباحث إلى التعرف عليها من خلال رصد واقع الجمع الميداني فيها، واستراتيجياته، وتحليل عمليات المعالجة الفنية لوسائط المعلومات "النصوص، الصور الفوتوغرافية، التسجيلات الصوتية، ملفات الفيديو"، وحفظها، وحمايتها، وإتاحتها، وحدودها في ما هو قائم بالفعل من مواد التراث الشعبي المحفوظة بمؤسسات التراث الشعبي المصرية، وهي: مركز دراسات الفنون الشعبية (أكاديمية الفنون)، وأطلس المأثورات الشعبية (الهيئة العامة لقصور الثقافة)، ووحدة التراث الشعبي (مكتبة الإسكندرية)، ومركز الإبداع الشعبي (الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية).
ويوضح الباحث في كتابه وسائط حفظ المأثورات الحديثة وفى ظل التطور التكنولوجي مثل "الصور الفوتوغرافية، التسجيلات الصوتية، ملفات الفيديو"، والمؤسسات التي تقوم الفعل بحفظ مواد التراث الشعبي اعتمادًا على تلك الوسائط ومنها: مركز دراسات الفنون الشعبية (أكاديمية الفنون)، وأطلس المأثورات الشعبية (الهيئة العامة لقصور الثقافة)، ووحدة التراث الشعبي (مكتبة الإسكندرية)، ومركز الإبداع الشعبي (الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية).
كذلك تطرق الكتاب إلى الإشكاليات التي تواجه جهود حفظ التراث الشعبي ومنها تشتت وتبعثر مواد المأثورات بمؤسسات جمعها وتوثيقها دون الاعتماد على سياسات تنظم عمليات الجمع لتلك المواد ودون النظر إلى ما تحقق من أهداف الجمع الميداني، والمتمثل في اتاحتها للمهتمين بجمع التراث، كما لفت إلى أن حصيلة الجمع الميداني للمواد التي تم جمعها لا توجد لها آليات ضبط مقننة يمكن الاعتماد عليها في عمليات المعالجة الفنية "الفهرسة، التصنيف، التكشيف" ، كونها تتم في ضوء الاجتهادات الفردية غير المنضبطة في أحيان كثيرة.
وينبه الباحث إلى أهمية توحيد الجهود في جمع مواد التراث الشعبي المصري من خلال وزارة الثقافة -ممثلة الشعب في حماية حقوق الملكية الفكرية على الفولكلور- من أجل بناء الأرشيف الوطني المصري الرقمي، الذي ما زال حلمًا يراود المهتمين والمهمومين بصون أحد مكونات الهوية المصرية وحمايته.