أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، اسم أدهم وانلى، فى مشروع حكاية شارع، حيث إنه له شارع باسمه، ويقوم الجهاز بوضع لافته على مدخل المشروع لتعريف المارين بالممثل الراحل وأعماله وليكن توثيق للأجيال القادمة.
ولد إبراهيم أدهم إسماعيل محمد وانلي، في قصر عرفان باشا، بحي محرم بك بالإسكندرية في 25 فبراير 1908، وكان والده إسماعيل بك محمد وانلي، من أصول تركية ووالدته عصمت هانم الداغستاني من أصول قوقازية. ترعرع أدهم مع أخواته الأربع وأخيه الأكبر سيف في محيط أرستقراطي ذو ثقافة فرنسية، وتعلّم على أيدي مربين خاصين في قصر العائلة عرفان باشا.
وكان كل شيء في منزله يوحي بالثراء والجمال والفن فى حديقة غناء ومكتبة كبيرة تضم مراجع بالفرنسية عن حروب نابليون وأشعار لامارتين وكتب مزينة برسوم الفن الإيراني وعلى الجدران لوحات بالخط العربي والفارسي.
تلقى أدهم أولى دروسه في الرسم الزيتي مع أخيه سيف في مرسم الفنان الإيطالي أرتورو زانييري (1870-1955).
وفي أكتوبر عام 1929 وصلهم خطاب من الفنان أوتورينو بيكي (1878-1949)، الذي تلقى تعليمه في أكاديمية فلورنسا، يعلن اعتزامه المجيء إلى مصر والإقامة بمدينة الإسكندرية لكي يفتتح مرسمًا يستقبل فيه الطلاب، فكانا الأخوين أدهم وسيف أول تلميذين ينتظمان في مرسم الفنان أتورينو بيكييوم افتتاحه في 9 أكتوبر عام 1930، ظل الأخوان وانلي أربع سنوات متتالية في مرسم الفنان “أتورينو بيكي” الذي لم يعاملهما كطلبة وإنما كأصدقاء وكان يتحدث معهما بعد فترة الرسم عن تاريخ الفن وأشهر اللوحات العالمية كان بيكي يفتخر بهم بين فناني الإسكندرية، وقد ترك بيكي الإسكندرية عام 1934، وفي حفل الوداع أعلن للأخوين وزميلهما أحمد فهمي الذي كان قد انضم إليهما لدراسة هذا الفن أنهم يستطيعون أن يشقوا طريقهم كفنانين.
وبعد أن تلقى الأخوان أدهم وسيف وانلي فنون وأصول الرسم الزيتي أفتتحا مع صديقيهما الرسام أحمد فهمي ومخرج الأفلام محمد بيومي، مرسمًا خاصًا بهم في الإسكندرية عام 1935، وقد سافر أدهم وشقيقه خلال الخمسينيات إلى عدة بلدان أوروبية من ضمنها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا حيث أنجزا العديد من اللوحات والتخطيطات للمناظر الطبيعية وكذلك لعروض الباليه والأوبرا والمسرح.
عين الأخوان وانلي في عام 1957 أساتذة في كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية، التي أسسها في العام ذاته النحات أحمد عثمان (1907-1970)، وبعدها بعامين عينتهما وزارة الثقافة للمساهمة في توثيق الإرث المعماري النوبي في أسوان قبل أن تُغطي مياه السد العالي هذه المنطقة، وقد أنجزا، خلال هذه المهمة، إلى جانب العديد من الفنانين والأساتذة من أبناء جيلهم، لوحات ورسوم تخطيطية عديدة للقرى النوبية الأصيلة والمعابد القديمة.
كان أدهم وانلي فنان تشكيلي مرهف الحس والشعور كان لايرسم إلا عن إيمان واقتناع ولم يتجه أبداً إلى اللا تشخيصية بل إنه كان يقف من الأساليب التجريدية والمذاهب المعاصرة في الفن موقف المتحفظ.
كما كان فنانًا غزير الإنتاج، تأثرت أعماله المبكرة بمعلمه الإيطالي أوتورينو بيكي الذي كان قريبًا من حركة ماكيايولي الإيطالية، وهي مجموعة تأثرت بالحركة الانطباعية الفرنسية وبمدرسة باربيزون، دفع بيكي بالأخوين وانلي إلى الرسم الخارجي وإلتقاط الضوء والألوان والظلال في الطبيعة. ثم تأثر أدهم بعد ذلك بالتيارات الفنية الحديثة كالتكعيبية والوحشية.
شغف أدهم وشقيقه بالفنون الأدائية مثل السيرك والباليه والمسرح وتمكنا من التقاط الحركات النابضة بالحيوية التي يؤديها الفنانون أثناء العرض. رسم أدهم كذلك مناظر طبيعية كثيرة للإسكندرية، ومشاهد من القاهرة والعديد من المدن الأوروبية.
شارك مع أخيه سيف بانتظام في صالوني الإسكندرية والقاهرة، كما في بينالي الإسكندرية. إلى جانب كونه رسامًا، كان أدهم موهوبًا أيضًا برسم الكاريكاتير ونشر رسومه الساخرة خلال الثلاثينات في الجرائد والمجلات المصرية، مثل: مجلة روز اليوسف.
من الممكن مشاهدة أعماله في متحف سيف وأدهم وانلي التابع لمجمع متاحف محمود سعيد في الإسكندرية، ومتحف الفنون الجميلة في الإسكندرية ومتحف الفن المصري الحديث في القاهرة، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، وكذلك في العديد من المجموعات الخاصة في أنحاء مختلفة من العالم.
توفي أدهم وانلي في 20 ديسمبر 1959 وكان يبلغ الحادية والخمسين من العمر في مستشفى المواساة في الإسكندرية، وسُميّ الشارع المحاذي لمرسمه في الإسكندرية بإسمه بعد وفاته.