التاريخ مليء بالصراعات والأزمات فقد شهد العديد من الحروب سواء لمواجهة المعتدين أو الطمع الحكام فى توسيع أراضيهم من أجل الهيمنة وصنع إمبراطورية على حساب بلاد أخرى، ففى مثل هذا اليوم 16 يوليو من عام 1212م وقعت معركة العقاب التي انهزم فيها الموحدون وخسروا معظم أملاكهم في الأندلس، ولكن سنضع هذا الأمر بعيدًا ونحاول أن نسترجع أبرز المعارك التى شاهدتها مصر عبر التاريخ.
معركة مجدو
معركة "مجدو" التى وقعت بين المصريين القدماء وقادش التى وقعت فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكان يقود الجيش المصرى فيها تحتمس الثالث، وكانت الحملة العسكرية عبارة عن خطة رائعة وقوية الإحكام والتنفيذ، فنراه يزحف نحو غزة فى عشرة أيام ويحتل المدينة ويأخذ طريقه إلى مجدو التى تمردت على حكمه بقيادة أمير قادش.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير فى كتابه "الفراعنة المحاربون"، كانت هناك مشكلة فى اختيار الطريق المناسب الذى على القوات أن تسلكه إلى مجدو، فكان هناك طريقان معتادان غير أن تحتمس الثالث اختار الطريق غير المتوقع والضيق والأشد خطورة ووعورة حتى يحدث المفاجأة للعدو ويقضى عليه، وكان النصر العظيم حليف الفرعون المحارب تحتمس الثالث بعد أن حاصر المدينة لمدة سبعة أشهر.
معركة قادش
فى العام الرابع من حكم رمسيس الثانى حدث تمرد فى بلاد الشام وفى ربيع العام الخامس عام 1275 قبل الميلاد، اضطر الملك الجديد لتحريك جيشه. فقام الملك بتجميع واحدة من أعظم تجمعات الجيش المصرى وكانت تبلغ حوالى عشرين ألف مقاتل فى أربع فرق وكانت كل فرقة قوامها حوالى خمسة آلاف مقاتل، وحملت كل فرقة اسمًا من أسماء آلهة مصر العظام على النحو التالى: آمون، ورع، وبتاح، وست، وصار الملك رمسيس الثانى على خطى جده المقاتل الأشهر الملك تحتمس الثالث الذى سبقه فى الحكم بحوالى مائتى عام، فدخل قطاع غزة وكان على مقربة عشرة أميال من مدينة قادش فى بداية شهر مايو، وفى ذلك التوقيت تم القبض على جاسوسين وبسؤالهما عن مكان الحيثيين من مدينة قادش، أفادا بأن الحيثيين على مبعدة مائة ميل إلى الشمال، وبناء على هذا، تحرك رمسيس الثانى بفرقة آمون وهى الفرقة الوحيدة التى كانت معه، وعبر نهر العاصى، وعسكر على الغرب من قادش، وكانت قادش مدينة محصنة أشبه بالجزيرة، وهنا قبض رجال الجيش المصرى على جاسوسين حقيقيين وقالا لهما الحقيقة تحت التعذيب بأن الجيش الحيثى يعسكر على الجانب من مدينة قادش منتظرًا الهجوم.
وحسب كتاب "الفراعنة المحاربون" للدكتور حسين عبد البصير، كان ملك الحيثيين مواتشيلى قد جمع جيشًا كبيرًا أكبر من جيش الملك رمسيس الثانى، وكان جيشه مقسمًا إلى قسمين أحدهما كان مكونًا من حوالى 18 ألف مقاتل والآخر من حوالى 19 ألف مقاتل، بالإضافة إلى ألف وخمسمائة عربة حربية، وكانت هذه قوة عسكرية كبيرة، وانقضت على فرقة الإله رع التى كانت فى طريقها للانضمام للملك رمسيس الثانى، وهاجمت القوات الحيثية جيش مصر بضراوة، واقتحمت المعسكر المصرى، وسيطر الارتباك على الملك رمسيس الثانى، وصار منعزلاً عن بقية قواته، وكان معه حارسه الشخصى حامل درع المدعو مننا، وكقائد عسكرى بارع، اعتمد رمسيس الثانى العظيم على قواته القليلة وأخذ يجمعها ليصد الهجوم الحيثى، وحارب الملك رمسيس الثانى بضراوة مما اضطر الملك الحيثى للتراجع فى المساء، وفى اليوم التالى، تجمع الجيش المصرى وحارب بشدة، وهنا عرض الملك الحيثى السلام على الملك رمسيس الثانى، فعاد الجيش المصرى بسلام إلى أرض الوطن، ثم تم عقد معاهدة السلام بين المصريين والحيثيين، وتم تتويج تلك المعاهدة بزواج رمسيس الثانى من الأميرة الحيثية ابنة الملك الحيثى خاتوشيلى الثالث، ثم تزوجت الملك رمسيس الثانى من أختها بعد ذلك بحوالى سبع سنوات.
معركة حطين
معركة حطين وقعت فى 4 يوليو 1187م، انتصر المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبى على الصليبيين فى معركة "حطين"، وهى معركة فاصلة بين الصليبيين والمسلمين وقعت بالقرب من قرية المجاودة، بين الناصرة وطبرية انتصر فيها المسلمون، ووضع فيها الصليبيون أنفسهم فى وضع غير مريح إستراتيجيا فى داخل طوق من قوات صلاح الدين، أسفرت عن تحرير مملكة القدس وتحرير معظم الأراضى التى احتلها الصليبيون.
وقعت معركة حطين لعدة عوامل حيث كانت مناطق من البلاد الإسلامية والقدس تحديدا قد احتلت من قبل الصليبيين عام 1099 م، وكان الإقطاعيون الصليبيون والفرسان قد نصبوا أنفسهم أمراء وملوك على تلك المناطق، فكان هذا على مدى قرن دافعاً لتحرير البلاد من الاحتلال، كما أن قيام البارون الإفرنجى والصليبى "رينو دى شاتيون" والقادم من فرنسا بشن غزو قذر ودنيء بهدف السرقة والنهب، كذلك إيقاف الزحف الصليبى والعدوان الإجرامى الفاجر على بلاد المسلمين، وتحرير مدينة القدس الشريفة.
وفى المعركة قام المسلمون بحرق الأعشاب والشجيرات فى ساحة المعركة، واستولوا على عيون الماء، عملا على تعطيش الصليبيين وإجبارهم على النزول للاشتباك معهم ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين شن صلاح الدين هجوما ففروا إلى تلال حطين، فحاصرت قوات المسلمين التلال، وأقبل الليل وتوقف القتال، فى اليوم التالى 4 يوليو 1187 وفى قيظ شديد ونقص فى مياه الشرب قامت معركة حطين، ولف الفرسان الصليبيون الذين انتظموا على مرتفع حطين سحب الدخان المتصاعد إلى أعلى، فالتحم الجيشان على بعد ميلين من حطين، ونجح المسلمين فى إنهاء الحكم الصليبى فى كافة مناطق العرب التى كان يحكمها الصليبيون، كانت هزيمة الصليبيين في معركة حطين هزيمة كارثية، حيث فقدوا فيها زهرة فرسانهم، وقتل فيها أعداد كبيرة من جنودهم وأسر فيها أعداد كبيرة أيضاً.
معركة قونية
وقعت معركة قونية فى 21 ديسمبر 1832 وقعت معركة قونية بين الجيش المصرى بقيادة إبراهيم باشا، والجيش العثمانى، وبالرغم من تفوق الجيش التركى العثمانى عددا وعدة إلا أنه قد هُزم بسهولة وتم سحقه لبراعة إبراهيم باشا فى فنون القتال والاستراتيجيات بالرغم من اختلاف التضاريس، مما أدى إلى تهديد الجيش المصرى للأستانة، مما حدا بالسلطان أن يطلب المساعدة من الروس بالرغم من الخلاف مع نيكولس الأول إمبراطور روسيا فأرسلوا جيشا ليحمى العاصمة "إسطنبول".
واستطاع الجيش المصرى قتل وإصابة 2500 جندى وضابط من اللأتراك، وأسر المصريين 2000 عسكرى تركى، وغنموا 25 مدفعل وأسلحة وذخائر، وزحف الجيش المصرى على بيلان واستولى عليها، مارا يحدود سوريا الشمالية، ودخل أدنة ومن هناك بدأ إبراهيم باشا يحضر إلى زحفه صوب الأناضول عاصمة تركيا.