تمر اليوم الذكرى الـ 108 على ميلاد الكاتب الكبير يوسف عز الدين عيسى، إذ ولد في 17 يوليو عام 1914، وهو أديب مصري يُعد واحدًا من أهم رواد رواية الخيال العلمي، كتب في كافة أنواع الأبداع: القصة، الرواية والمسرح، حيث تخطت أعماله 400 عمل أدبي، ونال جائزة الدولة في مصر لدوره في تحول الدراما الإذاعية على يديه إلى أدب رفيع.
ونجحت تجربة "عيسى" في تقديم معادلة صادقة بين العلم والفن على نحو لافت، وتكشف عن الأبعاد التي تتسم بها رؤياه الإبداعية التي شكلتها ثقافة عميقة في التراث العربي والإنساني، كسرت المقال التقليدي للرواية العربية وعلى سبيل المثال "الواجهة"، "الرجل الذي باع رأسه"، "لا تلوموا الخريف"، "التمثال"، "عين الصقر"، "ثلاث ورود وشمعة"، "نريد الحياة ومسرحيات أخري"، مجموعة قصص "ليلة العاصفة" ومسرحيات مثل "البيت وقصص أخرى"، "هل هو اله" وغيرها من الأعمال وقد نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1987م، وهو أول من نالها من خارج القاهرة هذا بخلاف مقالاته التي أخذت شكل عواميد إسبوعية في جريدة الأهرام وكتب مقالات تحليلية في أكبر الجرائد المصرية والعربية مثل الفجر وعالم الفكر وغيرهم.
وتميزت كتابات "عيسى" بأنها لا تتحدث عن منطقة معينة في العالم، أو مشكلات تتعلق بمكان محدد، ولكنه غالبا ما يتحدث عن الإنسان في كل مكان بنظرة شاملة، محايدة ومتفهمة، أي الإنسان بمعناه العالمي الشامل، معتقداً أن الأرض مكان واحد يعيش فيه كل البشر، ويتشاركون معاً في الأحاسيس والمعاناة، ويلاقون المصير نفسه، وهو الموت.
وبحسب الكاتب الراحل يوسف الشاروني، فإن الدكتور يوسف عزالدين ترشح لجائزة نوبل، وأوضح "الشاروني": "كنت موجوداً فعلا في المجلس الأعلى للثقافة عندما حضرت زوجة السفير الألماني في المغرب، وكانت أحد أعضاء لجنة نوبل في الأدب، حيث طلبت معلومات عن يوسف عزالدين عيسى، ونجيب محفوظ، بخصوص الجائزة، ولكن أعمال يوسف لم تكن قد ترجمت بعد إلى أي من اللغات المطلوبة لنوبل".
وفي عام 1987، حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب، وذلك لأنه "أسس مدرسة جديدة في الكتابة الأدبية تأثر بها الكثير من الأدباء"، بحسب حيثيات اللجنة التي اختارته.
ومن الأوسمة الأخرى التي حصل عليها الدكتور يوسف عزالدين عيسى، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى "مرتين" عام 1979 و1988، ووسام الجمهورية عام 1981، واليوبيل الفضي والذهبي للإذاعة والتليفزيون.