توفى هارون الرشيد في سنة 193 هجرية، وكان ابنه محمد الأمين هو ولى العهد من بعده، ومن هنا ذهبت إليه الخلافة، لكن جرت في الأمور أمور، كما يقولون، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "خلافة محمد الأمين":
لما توفى الرشيد بطوس فى جمادى الآخرة من هذه السنة - أعني: سنة ثلاث وتسعين ومائة - كتب صالح بن الرشيد إلى أخيه ولى العهد من بعد أبيه محمد الأمين بن زبيدة وهو ببغداد يعلمه بوفاة أبيه ويعزيه فيه، فوصل الكتاب صحبة رجاء الخادم ومعه الخاتم والقضيب والبردة، يوم الخميس الرابع عشر من جمادى الآخرة.
فركب الأمين من قصرة الخلد إلى قصر أبى جعفر المنصور - وهو قصر الذهب - على شط بغداد، فصلى بالناس ثم صعد المنبر فخطبهم وعزاهم فى الرشيد، وبسط آمال الناس ووعدهم الخير.
فبايعه الخواص من قومه ووجوه بنى هاشم والأمراء، وأمر بصرف أعطيات الجند عن سنتين، ثم نزل وأمر عمه سليمان بن جعفر أن يأخذ له البيعة من بقية الناس فلما انتظم أمر الأمين واستقام حاله حسده أخوه المأمون ووقع الخلف بينهما على ما سنذكره.