فى مثل هذا اليوم 18 يوليو من عام 64 اشتعل حريق ضخم فى روما استمر أكثر من 5 أيام، وكان ذلك فى السنة العاشرة من حكم الإمبراطور نيرون، ولقد دمرت النيران 10 أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبدأ الحريق بالقرب من السيرك الكبير فى منطقة يكثر بها المحلات التى كانت ممتلئة ببضاعة سهلة الاشتعال وامتدت النيران بسرعة فى كل الاتجاهات حيث حولت الأحياء المشتعلة إلى أنقاض.
وتشير عدة مصادر تاريخية عن مختلف القصص حول الحادث فكان هناك العديد من الروايات عن تلك الحريق الكبير، حيث جاءت الروايات التاريخية الأولية للحدث من ثلاثة مؤرخين "كاسيوس ديو، وسويتونيوس، وتاسيتس"، لم تكن هذه هى المصادر فحسب بكل كان هناك تواريخ كتبها مؤرخين آخرين مثل فابيوس روستيس، وماركوس كلوفيوس روفوس، وبلينيوس الأكبر، فأصبح هناك ست قصص منفصلة على الأقل تدور حول نيرون والنار.
فماذا جاءت فى تلك الروايات؟، قيل: "لقد أرسل نيرون رجالًا يتصرّفون كالسكارى لإشعال النيران، وقيل كان نيرون متحمسًا لتدمير المدينة حتى يتمكن من تجاوز مجلس الشيوخ وإعادة بناء روما كما في مخيلته، وقيل أرسل نيرون الرجال علنًا لإشعال النار في المدينة وشوهد نيرون من برج ماكنس على تلة اسكيلين وهو يغني، كما قيل أرسل نيرون رجالًا لإشعال النار في المدينة وكانت هناك شائعات غير مؤكدة بأن نيرون غنى من مسرح خاص خلال الحريق، وقيل كان الحريق حادثًا وقع أثناء وجود نيرون في أنسيو.
كما كان هناك العديد من الأقاويل إلى أن نيرون ذهب الى روما فى اليوم الثالث ليعاين المشهد، وكان فى غاية السعادة أثناء مشاهدة ألسنة اللهب الصاعدة من المدينة، ويقال إن نيرون كان جالسا فى برج مرتفع يتمتع بمنظر الحريق و بيده آلة عزف و يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة.