تمر اليوم ذكرى وفاة القائد محمد بن القاسم الثقفى، إذ رحل في 19 يوليو عام 715م، وهو قائد أحد جيوش الفتح وأشتهر بـكونه فاتح بلاد السند، كان والده "القاسم الثقفي" واليا على البصرة، وهو ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان قائد الجيش العربى الذى فتح بلاد الهند عام 92هـ، بعد معركة دامية انتصر فيها على جيش الملك داهر.
وبحسب كتاب "هؤلاء قدوتنا" تأليف خير هواشين، فإن بن القاسم كان قائدا بارعا، ورجلا عادلا كريما، ومفكرا راجح العقل، أصبح قائدا معروفا منذ أن كان فى عمر السابعة عشرة، وكان قائد الجيش العربى الذى فتح بلاد الهند عام 92هـ، بعد معركة دامية انتصر فيها على جيش الملك داهر، واستمرت فتوحاته بعدها لبقية أجزاء السند، وبذلك قامت أول دولة إسلامية فى الهند والبنجاب (باكستان حاليا).
لكن محمد بن القاسم انتهى بشكل مؤسف، وتذكر الروايات التاريخية أنَّه عندما قرر محمد بن القاسم الثقفى أن يزحف بجيشه إلى الهند لفتحها، أرسل الخليفة الأموى الجديد سليمان بن عبد الملك رسالة إليه يأمره بالعودة إلى العراق، فرضخ لأمر الخليفة وهو يعلم أنَّه سائرٌ إلى حتفه برجليه، فسوء التصرفات التى بدرت من قريبه الحجاج بن يوسف الثقفى انعكست سلبًا على سمعةِ محمد بن القاسم الثقفي، وعندما وصل محمد الثقفى إلى العراق أرسله والى العراق مقيدًا بالسلاسل إلى سجن واسط بسبب عداء كان بينه وبين الحجاج، فلقى محمد بن القاسم الثقفى فى هذا السجن أقسى أنواع التعذيب وفيه توفِّى سنة 715م وهو ما يوافق عام 96 هجرية.
لكن مثله كمثل كثير من العظماء كانت نهاية هذا القائد الكبير مأساوية، فبحسب المؤرخ الكبير محمود شاكر، فى موسوعته "التاريخ الإسلامى - ج 4: العهد الأموى"، أنه عندما تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك عزله على أنه من أمراء الحج بن يوسف الثقفى، وخاصة أنه من أقربائه، وعندما حطت به الأيام ادعت ابنة داهر أنه راودها عن نفسها أو أرادها لنفسه ولم تمكنه من نفسها فأخذها بالقوة، لذا سجن فى واسط وعذب، وفى السجن كتب شعرا لطيفا يعتب به على بنى مروان، فأطلق سراحه، ثم قتل من قبل معاوية بن المهلب بن أبى صفرة، ويقال: إنه مات تحت العذاب، وكانت وفاته عام 98هـ، إلا أن صيت بنت داهر قد اعترفت بعد ذلك بأنها كانت كاذبة فى ادعائها.