الطابور.. واحدة من الروايات التى تنتمى إلى أدب الديستوبيا العربية، وهو الأدب الذى يعرف أيضا بأدب المدينة الفاسدة، حيث يستخدم الكاتب خيالة وفقا لرؤية لما يعايشه أو يتوقعه فيرسم تلك المدينة التى تسودها الفوضىٰ، ويحكمها الشر المطلق.
تدور أحداث رواية "الطابور" للكاتبة بسمة عبد العزيز، فى أجواء كابوسية حول سيطرة السلطة الممثلة فى "البوابة" على تفاصيل حياة المواطنين، حيث تضطرهم الظروف للوقوف أمامها فى طابور طويل بانتظار أن يُفتح لهم كى يتمكنوا من الحصول على التصاريح اللازمة لممارسة حياتهم، حتى أن البطل الذى أطلقت قوات الأمن عليه النيران لم يتمكن من الخضوع لجراحة لاستخراج الرصاصة التى استقرت فى جسده إلا بموافقة البوابة.
"طابور البوابة" هو البطل فى الرواية، الذى بدا الوقوف فيه، أول الأمر، مظهراً عادياً من مظاهر الحياة، لكنه تحول بعد فترة إلى حياة قائمة بذاتها، انضم إلى الطابور الكثير من الأشخاص الذين لا يجمع بينهم أى رابط، سوى أنهم مضطرون إلى الوقوف هناك، وقد أخذ كل منهم يعيد تشكيل عالمه الخاص، بما يتوافق والمواظبة على الوجود فى الطابور، الأهداف المتباينة لكل من إيناس وأم مبروك وذى الجلباب وغيرهم من الواقفين لا تتحقق، والبوابة لا تنفتح، مع ذلك فإن الجميع – بمن فيهم يحيى الذى تتجوّل فى جسده رصاصة وينتظر استخراجها- يفضلون الاستمرار فى أماكنهم، برغم عدم صدور أى قرارات رسمية بمعاقبة المغادرين.
والرواية صادرة عن دار التنوير، صدرت طبعتها الإنجليزية عن دار النشر الأمريكية "ملفيل هاوس"، فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
بسمة عبد العزيز طبيبة وفنانة تشكيلية وأديبة، صدرت لها مجموعتان قصصيتان ورواية، وثلاث دراسات نفسية واجتماعية، آخرها "ذاكرة القهر: دراسة حول منظومة التعذيب"، وفاز كتابها "إغراء السلطة المطلقة" بجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشباب عام 2009.