ترصد رواية الكومبارس لناصر عراق معاناة الإنسان من ظلم المجتمع، عبدالمؤمن السعيد الممثل الموهوب المضطرب نفسيا نظرا للأوضاع البائسة التى كابدها منذ صغره، ابن لأب فقير قتل أمه أمام عينيه عندما اكتشف خيانتها، وموهبته فى التمثيل مهما كانت فائقة لم تمكنه من أدوار مرموقة ولم يحظى بالشهرة التى حلم بها يوما ما، وهكذا فرضت عليه الأدوار الصغيرة بشخيته المهمشة غير المؤثرة سينمائيا نفسها عليه، حتى حب حياته الفتاة التى عشقها حد الجنون فى معهد الفنون المسرحية، لم يحالفه الحظ فى الاحتفاظ بها، وكان الفقر حائل بينه وبين حبه الأول، إذ هجرته وتزوجت غيره قليل الموهبة كثير المال والجاه
تزوج عبد المؤمن السعيد من فتاة أخرى لم يدق قلبه بحبها يوما ما ورغم إنجابه منها ثلاثة أبناء بنتين وولد غير أنه ظل بائسا تعيسا يتنفس الكآبة ويعيش فى الظل، ولكنه لم يكسر ظهره ويشطر فؤائده إلى قسمين حين مات ابنه الطفل الذى تعلق به كثيرًا فى حادث سيارة. هنا تدهورت حياة عبدالمؤمن تمامًا، ففقد إيمانه بكل شيء، بل جن جنونه، هجر بيته وأسرته ورحل إلى الريف عاش فى قرية فقيرة متنكرًا بين أهلها، ساعد فى تجارة المخدرات وتورط مع أكبر تجارها حتى التصقت بأصابعة جريمة قتل مدوية
أما عن ابنتيه التى هجرهن، والمشكلات التى تعرضن لها قبل وبعد ثورة يناير 2011، فالابنة الكبرى تزوجت من ضابط شرطة اتهم فى قتل المتظاهرين فى الثورة، والصغرى شاركت بكل جوارحها فى الثورة، بينما ارتبطت الأم بعلاقة غرامية مع مثقف ثورى مقيم بباريس لكنه عاد قبيل الثورة ليستقر فى مصر ويشارك فى الثورة أيضًا.
وهكذا تتناسل الأحداث فى مشاهد قصيرة متواترة تنهض على الربط بين زمنين الأول يمتد من عام 1966، والثانى من عام 2008، ليلتقى الزمانان فى زمن واحد هو ثورة يناير وما بعدها بقليل.