منذ 223 عاما تم اكتشاف حجر رشيد بواسطة الضابط الفرنسى بيير فرانسوا، إذ تم العثور عليه فى مثل هذا اليوم 19 يوليو من عام 1799م، وذلك إبان الحملة الفرنسية على مصر، وتم الاستيلاء على الحجر بواسطة الاستعمار البريطانى، بطريق غير قانونى، ومنذ عدة سنوات تطالب مصر بعودة حجر رشيد من المتحف البريطاني، فهل من الممكن أن يعود إلى مصر؟.
فى عام 2018 ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية، أن مصر قد جددت الدعوات إلى إعادة حجر رشيد إلى مصر بعد أكثر من 200 عام، مضيفة أن اللوح القديم المحفور بثلاثة لغات ويحل طلاسم الكتابة الهيروغليفية المصرية، كان مصدر توتر طويل الأمد بين القاهرة ولندن.
وخلال عام 2009، طالب عالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، من المتحف البريطانى إعادة المتحف أو إقراضه لمصر لعرضه فى المتحف المصرى الكبير، أثناء توليه المجلس الأعلى للآثار، وقال وقتها الدكتور حواس: إنه بالرغم من رغبته فى استعادة الحجر ليكون مقره فى القاهرة، إلا أنه مستعد للقبول بتسوية فى حالة وافق المتحف البريطانى على اقراضه لمصر لعرضه لمدة ثلاث أشهر.
وكان حواس قد كتب إلى المتحف يطلب عرض الحجر فى افتتاح المتحف المصرى الجديد فى الجيزة، وقد أرسل إلى متاحف أوروبية أخرى طلبات مماثلة، وقال إن الردود التى تلقاها من بعض المتاحف لم تكن جيدة، وإن المسئولين عن هذه المتاحف طرحوا تساؤلات تتعلق بضمانات عودة تلك التحف إليهم مرة أخرى.
وفى عام 2019، وقالت المتحدثة باسم المتحف البريطانى إنه لا توجد طلبات أو خطط حالية لإقراض حجر رشيد، وهو لوح ذو أربعة أقدام يرجع تاريخه إلى حوالى 196 ق.م، والذى اكتشفه جيش نابليون فى عام 1799.
حجر رشيد هو حجر ملكى من عهد الملك (بطلميوس الخامس) ويرجع تاريخه إلى 196 ق. م، وتم اكتشاف حجر رشيد عن طريق الصدفة من قبل جيش نابليون، حيث كانوا يحفرون لتشييد أساس لحصن قرب بلدة رشيد في دلتا النيل في يوليو 1799، وبعد هزيمة نابليون، تم تسليم الحجر إلى بريطانيا بموجب شروط معاهدة الإسكندرية في عام 1801 وغيره من الآثار التي وجدها الفرنسيون، وتم شحنه إلى إنجلترا ووصل إلى بورتسموث في فبراير 1802، وسرعان ما تم عرضه في المتحف البريطاني.
وحجر رشيد مصنوع من مادة البازلت يبلغ ارتفاعه 113 سنتيمترًا، وعرضه 75 سنتيمترا وسمكه 27.5، والحجر منقوش عليه كتابة بثلاثة من اللغات القديمة وهى اللغة الهيروغليفية واللغة الديموطيقية أو القبطية واللغة اليونانية، وقد نقشت الكتابات على هذا الحجر فى عهد الملك بطليموس الخامس.
أما عن النقوش المدونة على الحجر فهى خطاب شكر وعرفان موجه من مجموعة من كهنة مدينة منف للملك بطليموس الخامس لإعفائه للمعابد من دفع بعض الرسوم، وتمت كتابته عام 196 قبل الميلاد، وكان النقوش وقتها لم تكن معروفة حيث كانت لغزًا لغويًا لا يفسر منذ مئات السنين، لأن اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة، حتى جاء الفرنسى فرانسوا شامبليون وفسرها فى 27 سبتمبر عام 1822.
واستخدمت اللغة الهيروغليفية لأن الكهنة فى ذلك الوقت ما زالوا يستخدمونها، كما أن عامة الشعب كانوا يستخدمون اللغة الديموطيقية، ولذلك تم الكتابة على الحجر بالثلاث لغات حتى يستطيع الملك وعامة الشعب قراءتها.