بعد تسعة أيام فقط من توليها منصب ملكة إنجلترا، عُزلت السيدة جين جراي لصالح ابنة عمها ماري، فوافقت السيدة جين البالغة من العمر 15عامًا، التي عرفت بجمالها وذكائها على مضض على تولي العرش.
كانت الليدي جين جراي، حفيدة الملك هنرى السابع، وابنة عم الملك إدوارد السادس، وكانا في نفس العمر، وكانا قد تزوجا تقريبًا في عام 1549، وفي مايو 1553 تزوجت من اللورد جيلدفورد دودلي، ابن جون دودلي، ودوق نورثمبرلاند، وعندما مرض الملك إدوارد بمرض السل بعد فترة وجيزة، أقنع والد زوج جين، جون دادلي، الملك المحتضر أن جين، البروتستانتية، يجب أن يتم اختيارها كخليفة ملكية على الأخت غير الشقيقة لإدوارد ماري، الكاثوليكية، وفي 6 يوليو 1553، توفي إدوارد، وبعد أربعة أيام تم إعلان السيدة جين جراي ملكة إنجلترا.
كان صعود الليدي جين مدعومًا من المجلس الملكى، لكن الجماهير دعمت مارى، الوريثة الشرعية، وبعد يومين من حكم الليدي جين، غادر دادلي لندن بجيش لقمع قوات مارى، وفي غيابه أعلنه المجلس أنه خائن وماري الملكة، منهيا فترة حكم جين التى استمرت تسعة أيام.
بحلول 20 يوليو، ترك معظم جيش دادلي، وتم اعتقاله، وفي نفس اليوم، تم سجن جين في برج لندن، واتهم والد زوجها بالخيانة العظمى، وفي 23 أغسطس أُعدم، في 13 نوفمبر أُدين بالمثل جين وزوجها جيلدفورد دادلي بتهمة الخيانة وحُكم عليهما بالإعدام، ولكن بسبب صغر سنهما وبراءتهما، لم تنفذ ماري أحكام الإعدام.
وفي أوائل عام 1554، انضم والد جين، هنري جراي، إلى السير توماس وايت في تمرد ضد ماري اندلع بعد إعلانها عن نيتها الزواج من فيليب الثاني ملك إسبانيا. أثناء قمع التمرد، قررت ماري أنه من الضروري أيضًا القضاء على جميع خصومها السياسيين، وفي 7 فبراير وقعت على مذكرات إعدام جين وزوجها. في صباح يوم 12 فبراير، شاهدت جين زوجها يُقتاد إلى الإعدام من نافذة زنزانتها في برج لندن، وبعد ساعتين تم إعدامها أيضًا. كما يروي التقليد البريطاني القصة، بعد قطع رأس الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا، رفع جلادها رأس جين عالياً وتلا الكلمات: "لذا هلكوا كل أعداء".