مشرحة بغداد.. رواية للكاتب برهان شاوى، تعد واحدة من الروايات التى تنتمى إلى أدب الديستوبيا العربية، وهو الأدب الذى يعرف أيضا بأدب المدينة الفاسدة، حيث يستخدم الكاتب خيالة وفقا لرؤية لما يعايشه أو يتوقعه فيرسم تلك المدينة التى تسودها الفوضىٰ، ويحكمها الشر المطلق.
تدور أحداث رواية "مشرحة بغداد" حول العراق، بين أمس واليوم، وكيف أصبح الإنسان بمثابة مشروع جثة، وليس مشروع حياة، وهو ما تجسد عبر شخصيات الرواية التي أتت على هيئة جثث تجتمع في مشرحة بغداد الكبرى، لتحكي كل واحدة منها بشاعة موتها، منها من قضى في انفجار، ومنها من قضى في التعذيب، ومنها من أعدم تحت جنح الظلام.
"كانت كل جثة قد جلست على سريرها النقال، وكانت الجثث ممزقة من الخلف. بعضها في الرأس وبعضها في الصدر. رأس إحداها قد بدت مهشمة من الخلف، وعند أخرى كان نصف القفص الصدري قد اقتلع في الانفجار...".
من خلال ذلك، تبدو الرواية شديدة الكابوسية وهى تناقش قضية الإنسان والوجودية وتناقضات وجوده وتعقيداتها، حتى يبدو وكأن الموت هو الحياة الحقيقية، وما الحياة سوى كابوس طويل. نستمع إلى إحدى الجثث:"... أن الذي أعرفه هو أننا نبقى لفترة قليلة جداً في هذا العالم ثم ننتقل إلى عالم الأرواح. غداً سنفترق. بعد أن يمزقوا أجسادنا، باحثين عن سبب موتنا. وربما لن يقوموا بذلك. فقط سيأتي أهلنا لأخذنا من هنا لتدفن أجسادنا...".
"مشرحة بغداد" رواية تعبر عن أكثر حالات الإحباط البشري والشعور بعبثية الفعل الإنساني أمام مصيره المحتوم بأساه وتراجيدياه الأزلية الأبدية، وعلاقته بفعل الموت.