تمر، اليوم، ذكرى ميلاد القائد المقدونى الإسكندر الأكبر، الإسكندر الثالث المقدوني، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 20 يوليو فى مدينة بيلا قرابة سنة 356 ق.م، وهو أحد ملوك مقدونيا الإغريق، ومن أشهر القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ، وقد دخل القائد ضمن مشروع حكاية شارع، الذى أطلقه الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، فما هى أشهر حملاته العسكرية؟
انطلق الإسكندر فى ربيع عام 334 ق.م فى حملة على بلاد فارس، فتمكن من دحر الفرس وطردهم خارج آسيا الصغرى، ثم شرع فى انتزاع ممتلكاتهم الواحدة تلو الأخرى، فى سلسلة من الحملات العسكرية التى دامت عشر سنوات، تمكن خلالها الإسكندر من تحطيم القوة العسكرية للإمبراطورية الفارسية فى عدة مواقع عسكرية حاسمة، أبرزها معركة "إسوس) و(جاوجاميلا"، وتمكن فى النهاية من الإطاحة بدارا الثالث إمبراطور فارس، وفتح كامل أراضى إمبراطوريته، وبذلك امتدت حدود إمبراطورية الإسكندر من البحر الإدرياتيكى غربًا إلى نهر السند شرقًا.
وصول الإسكندر إلى مصر
اجتاحت جيوش الإسكندر أيضًا مصر التى كانت خاضعة لاحتلال الفرس آنذاك، فدخلها فى عام 332ق.م، وأشاع أنه جاء إلى مصر ليحررها من عبودية الفرس، ورحب المصريون بالبطل الذى يدعى أنه من نسل ربهم آمون. وبذلك تحولت مصر إلى جزء مهم من إمبراطورية الإسكندر.
غزو الشرق الأقصى
كان الإسكندر يسعى للوصول إلى نهاية العالم، فأقدم على غزو الهند سنة 326 ق.م، لكنه اضطر إلى أن يعود أدراجه بناء على إلحاح قادته، وبسبب تمرد الجيش، لأن القوات المقدونية كانت قد أنهكت من القتال والترحال فى ظروف مناخية غريبة عليها، بل إن قوى الرجال أنهكت من الناحية النفسية، ولهذا رفضوا التوغل شرقًا وظهرت رغبتهم فى العودة إلى أوطانهم.
أسس الإسكندر أكثر من عشرين مدينة تحمل اسمه فى أنحاء مختلفة من إمبراطوريته، أبرزها وأهمها مدينة الإسكندرية فى مصر وأنشأ العديد من المستعمرات اليونانية فى أنحاء إمبراطوريته المترامية الأطراف.
سعى الإسكندر لمزج الثقافة اليونانية الهلينية بالثقافات الشرقية، أى المزج بين حضارة الشرق والغرب، وخلق حضارة جديدة تجمع بين الإثنين، أطلق عليها اسم "الحضارة الهلينستية".
رحل الإسكندر فى قصر نبوخذ نصر ببابل بالعراق، فى العاشر أو الحادى عشر من يونية سنة 323 ق م، وعمره اثنان وثلاثون عامًا.،وقد اختلف المؤرخون اختلافًا بسيطًا فى تحديد أسباب الوفاة، فمنهم من قال إنه أفرط فى شرب الخمر حتى أصيب بحمى قوية وأصبح عاجزًا عن الكلام، وذكر آخرون أنه مات بالسم على يد بعض المقربين منه، وذهب البعض إلى احتمالية إصابته بمرض طبيعى كالملاريا أو الحمى التيفوتية فمات بسببها.
وبعد وفاته وضع جثمانه فى تابوت ذهبي، ووضع فى سفينة للذهاب به إلى مقدونيا، وأثناء السير بالجثمان أجبر أحد قادة الإسكندر الذى كان من نصيبه مصر وهو "بطليموس"، أجبر الركب على الاتجاه إلى مصر، وتم تحنيطه ودفن فى مقبرة بمدينة الإسكندرية، واستمر الضريح معروفًا خلال العصر الروماني، حتى قل الحديث عنه فى المصادر التاريخية، وأصبح من الأمور التاريخية التى يكتنفها الغموض.