لم يكن إرنست همينجواى روائيا عاديا، ولم يحصل على شهرته ككاتب قصة قصيرة وكصحفى ورياضى أمريكى، استحق أن يحظى بلقب "البابا" فى أدب القرن العشرين، من فراغ، بل كان كاتبا شكلته التجارب المتنوعة التى عاشها فى حياته.
تلك التجارب إلى جانب أسلوبه البليغ والبسيط، هى التى مكنته من أن يحظى باهتمام كبير بين جمهور الأدب العالمى، الذى لا يزال حتى يومنا هذا، يقرأ أشهر أعماله مثل: "ثم تشرق الشمس"، "وداعا للسلاح"، "لمن تقرع الأجراس"، و"الشيخ والبحر".
ولأن الكتابة والإبداع لا تعترف بفعل الاستمرارية، بل يبحث المبدع دائما عن تلك اللحظات التى يتوقف فيها ليتأمل تجاربة ما، أو يخوض تجربة جديدة، فمن البديهى، أن يسأل البعض عن تلك الهوايات، أو ما كان يفعله كاتب بوحجم إرنست همينجوي فى فترات الانقطاع أو الابتعاد عن الكتابة.
قد يتبادر إلى الأذهان أن هوايته الوحيدة هى صيد الأسماك، نظرا إلى شهرة روايته "العجوز والبحر"، لكن فى حقيقة الأمر، فقد كان إرنست همينجوي إنسانا مليئا بالمغامرات والتجارب التى شكلته إنسانيا وأدبيا.
فمن بين فترات الانقطاع التى لم يكن يكتب فيها، نعرف أن همنجواي قد أمضى معظم فترة الثلاثينات في البحث عن المغامرات، فقام بصيد الحيوانات في أفريقيا، وبمصارعة الثيران في إسبانيا وصيد الأسماك في فلوريدا.