تمر اليوم الذكرى الـ70، لثورة 23 يوليو التى قادها الضباط الأحرار ضد الملك فاروق الأول، حيث تنازل الملك عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد فى 26 يوليو 1952، وشكل مجلس وصاية على العرش لكن إدارة الأمور كانت فى يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطًا برئاسة محمد نجيب.
وحظيت بعد ذلك بتأييد شعبى لتكون واحدة من أهم الثورات فى تاريخ مصر الحديث، وانعكست الظروف السياسية والاجتماعية ما بعد ثورة 23 يوليو 1952، على الأعمال الأدبية فى تلك المرحلة المبكرة من الجمهورية المصرية، حيث أنتج الأدباء المصريون العديد من الروايات التى كان محورها قيام ثورة يوليو 1952.. وفى السطور التالية نرصد بعض الروايات التى تناولت أحداث الثورة والأسباب التى سرعت بإندلاعها، وهى:
في بيتنا رجل
الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، تتحدث روايته عن الفترة ما قبل ثورة 23 يوليو، وقد لقيت صدى كبيرا فور صدورها فى الوسط الثقافي والشعبي المصري، وساعدت فى جعل إحسان عبد القدوس فى صفوف الكتاب المتميزين، لأطروحته الفكرية الملتزمة من جانب ولبراعة أسلوبه الشائق فى تناول مرحلة شديدة التعقيد سياسيًا.
ونظرًا لأهمية رواية "فى بيتنا رجل" الصادرة فى خمسينات القرن العشرين، تم اقتباس فيلم عنها عام 1961 وتم اختياره من أفضل 100 فيلم مصرى، كما تم إنتاج مسلسل مصرى بنفس الاسم من بطولة فاروق الفيشاوى.
بداية ونهاية
من تأليف الأديب العالمى نجيب محفوظ، صدرت الرواية عام 1949، وهي مستوحاة من قصة حقيقية لأسرة كان يعرفها نجيب محفوظ، وتعالج الرواية حياة أسرة فقيرة تتكون من الأم وأبنائها الأربعة تعيش على راتب تقاعد الأب المتوفى، وتدور أحداثها فى ثلاثينيات القرن العشرين، وتسلط الراواية الضوء على الفروق الطبقية الواضحة فى المجتمع المصرى، وتبدل حال تلك الأسرة من الطبقة المتوسطة إلى الطبقة المعدمة بعد وفاة الأب.
والرواية ذات طابع تراجيدى، فيها تتبع وتصوير تعقيد الحياة وعلاقات الأفراد، والتقاء التفاعلات الاجتماعية مع الواقع، وهي أول رواية لمحفوظ تحوّل إلى فيلم سينمائى (عام 1960 من إخراج صلاح أبو سيف)، وقد حوّلت عام 1993 إلى فيلم مكسيكى.
رد قلبى
للكاتب الكبير يوسف السباعى، وتعد هذه الرواية أيقونة ثورة 23 يوليو 1952، وقد تحولت سريعًا إلى فيلم عام 1957، وتجسد الرواية تطلع ابن الجناينى من كوخه إلى أسوار القصر العالية، ليتعلق بإنجى ابنة الباشا صاحب القصر، رغم الصعوبات والفشل المضمون لقصة الحب هذه بموجب أعراف هذا العصر فيما يخص الارتباطات الاجتماعية، ولكن إنجى ابنة الأمير الإقطاعي الكبير رضت بما لم يرضه والدها وأخاها ووافقت على الزواج من ابن الحارس الفقير المعدم الذى يعتبر بحسب أعراف هؤلاء الباشوات نكرة، ويجب ألا تتخطى مرتبته الاجتماعية حدوداً معينة، وهذه الحدود منها عدم السعي للتعلق بأبناء الطبقة الأعلى من الأغنياء، وبهذا تسلط الرواية الضوء على صراع الطبقات فى فترة ما قبل الثورة.
غروب وشروق
غروب وشروق هى رواية من تألف جمال حماد، والرواية تحكى قصة الفساد السياسى والاجتماعى قبل ثورة يوليو 1952، وقد تحولت لفيلم بنفس الاسم، وتبدأ أحداث الرواية بعد أن تم إخماد حريق القاهرة فى يناير 1952، حيث يطمئن عزمى باشا رئيس البوليس السياسى بأن الموقف تم السيطرة عليه وأنه ليس هناك أى خطر، ويعيش عزمى باشا فى قصره مع وحيدته مديحة المطلقة التى تتعرف على طيار مدنى (سمير) ويتزوجان، ويقيمان بداخل القصر، وتتصور مديحة أنها يمكنها أن تعيش بعيدًا عن سيطرة والدها، لذا تطلب من زوجها أن يعيشا بمفردهما خارج جدران القصر، إلا أن عزمى باشا يرفض ذلك.
صح النوم
هي رواية للروائى الكبير يحيى حقى هى أقرب ما تكون إلى مجموعة قصص قصيرة منها إلى رواية، اتخذت من إحدى قرى الريف مسرحًا لها، وإنها قصة سياسية فلسفية رمزية ساخرة كُتبت في أعقاب ثورة 23 يوليو. القصة -بدون أحداث متطورة- مقسمة إلى جزئين، كتاب "الأمس" وكتاب"اليوم".
وقد مثل إنشاء محطة السكة الحديد ومرور أول قطار بالقرية الحد الفاصل بين الأمس واليوم، تُعد قصة هذه القرية إسقاط على وضع مصر قبل وبعد ثورة 23 يوليو بشكل رمزى ساخر، حيث تظهر في القصة شخصية "الأستاذ" والتي ترمز إلى جمال عبد الناصر.