باريس، عاصمة فرنسا، غارقة فى التاريخ، فهى موطن برج إيفل وقوس النصر وكاتدرائية نوتردام ومتحف اللوفر المتحف الأكثر زيارة فى العالم، ومع ذلك، على الرغم من ثروة المدينة الثقافية، والمسرات المعمارية والمطاعم الرائعة يجد بعض السياح أنفسهم غير قادرين على الاستمتاع برحلة إلى باريس حيث تعانى نسبة صغيرة من الذين يغامرون بالذهاب إلى مدينة النور من "متلازمة باريس"، وهى حالة نفسية مصحوبة بأعراض تشمل الغثيان والقيء والهلوسة وزيادة معدل ضربات القلب.
ولكن ما هى بالضبط متلازمة باريس؟ من الذى يميل إلى التأثر بها ولماذا؟ وعلى الرغم من عدم فهرستها فى الدليل التشخيصى والإحصائى للاضطرابات العقلية (DSM)، فإن متلازمة باريس معترف بها من قبل العديد من الخبراء كظاهرة حقيقية، وإن كانت نادرة فوفقًا لماثيو ديفلم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ساوث كارولينا، فإن متلازمة باريس هى "الأكثر شيوعًا بين السياح اليابانيين"، لماذا إذن الشعب اليابانى معرض إلى هذه الدرجة؟
وأضاف "ديفلم" إنه ينبغى اعتبار متلازمة باريس شكلاً متطرفًا من أشكال الصدمة الثقافية حيث يمكن أن تؤدى الصدمة الثقافية، فى الحالات الشديدة بشكل خاص، إلى شعور الأشخاص بالارتباك والاكتئاب وسرعة الانفعال والمرض الجسدى وفقًا لجامعة المحيط الهادئ فى كاليفورنيا.
من جانبه قال ماهرودانثى تزانيلى، أستاذ علم الاجتماع الثقافى فى جامعة ليدز فى المملكة المتحدة، لـ Live Science: "نحن نتحدث عن ثقافة كان لها، تاريخيًا، نظام معتقد مختلف تمامًا ومسار تطور من أماكن فى أوروبا"، وقد تفسر هذه الاختلافات الثقافية، بالإضافة إلى التوقعات الرومانسية التى لم تتم تلبيتها على الأرجح، سبب تعرض الزائرين اليابانيين لخطر الإصابة بمتلازمة باريس".