أطلقت جامعة نوتنجهام ترنت Nottingham Trent University والتى يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1843، تحذيرًا للطلاب بشأن دراسة بعض أعمال رواد الفلسفة والفكر، بسبب ما وصفته بالآراء "المروعة" المتعلقة بشأن العرق.
وحذرت الجامعة الطلاب الذين يدرسون أعمال كتاب مثل ديفيد هيوم، وإيمانويل كانط، وجون لوك، قبل قراءة ما تسميه الجامعة بمؤلفى "التنوير المفترض"، وقالت الجامعة حسبما ذكرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إن هناك مخاوف بشأن "العنصرية العلمية" فى كتابات مفكرى عصر التنوير.
وقالت الجامعة فى بيان لها: "هناك تحذير مضمون عند استكشاف بعض أعمال علماء التنوير المفترضين الذين لديهم بعض الآراء المروعة حول "العنصرية العلمية".
كان التنوير فترة ثورية للأدب والفلسفة فى القرنين السابع عشر والثامن عشر والتى تحدت معايير وقيم الدين والملكية الراسخة.
وذكرت الصحيفة فى تقريرها أن الفلاسفة أمثال هيوم وكانط وآخرين يُنسب إليهم الفضل فى الأفكار الحديثة الرائدة حول الأخلاق والحرية الفردية، لكن التوجيه الجديد من جامعة نوتنغهام ترنت يستهدف أمثال هيوم وكانط وجورج فريدريش هيجل وجون لوك.
وفى السنوات القليلة الماضية، عكفت حركة Black Lives Matter على دراسة أعمال هؤلاء الفلاسفة، ووجهت انتقادات إليهم، من بينهم الفيلسوف الليبرالى جون لوك، الذى يُنسب إليه الفضل فى إلهام الدستور الأمريكي، وذلك بعدما ثبت استثماره فى شركة رويال أفريكان لتجارة الرقيق.
كما أدين الألمانى إيمانويل كانط لاقتراحه تصنيف الأجناس التى تفضل الأوروبيين البيض. كما تم تضمين المحامى ضد تجارة الرقيق والمفكر الفرنسى فولتير فى وثائق نوتنغهام ترنت.
وتُستخدم تحذيرات المحتوى عادةً لتحذير الطلاب بشأن المواد الحساسة أو المزعجة. ومع ذلك، فقد أدانت شخصيات أكاديمية بارزة استخدامها فيما يتعلق ببعض أعظم مفكرى التاريخ على أنها "منحرفة" ومعيبة بشكل خطير.
وقال المؤرخ الاسكتلندى الأعلى السير توم ديفين لصحيفة The Telegraph إن هذا مثال آخر على كيفية وقوع بعض جامعات المملكة المتحدة فى فخ المفارقة التاريخية الوقحة من خلال تشجيع الطلاب على الحكم على الأفراد فى الماضى وفقًا للمعايير والقيم الأخلاقية الحالية.
وأضاف: هذه المبادرات فى طريقها لتزويد الطلاب الجامعيين بتدريب وخبرة فكرية معيبة بشكل خطير. وتقع على عاتق أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وخاصة فى العلوم الإنسانية والاجتماعية، تحدى هذه السخافات فى كل منعطف.