فى سنة 1787م، خرجت مظاهرات لأهالى ليوواردن فى هولندا على منع البيرة الأجنبية، بعدما قامت السلطات المحلية آنذاك فى المدينة بحظر تداول بيع البيرة الأجنبية، وذلك لحماية مبيعات الصابون المحلية، حيث كانت تدخل البيرة ضمن صناعة الصابون، فتم حظر جميع منتجات البيرة التى تأتى من خارج المدينة، ولهذا نستعرض خلال السطور المقبلة تفاصيل تلك الحكاية وحكايات أخرى على نفس المنوال بعدد من دول العالم.
فى 16 يوليو من عام 1919، فى أمريكا تم حظر الكحول، حيث تم التصديق على منع المشروبات الكحولية فى إطار التعديل الثامن عشر للدستور، وبعد ذلك بعام، بدأ سريان حظر تصنيع المشروبات الكحولية ونقلها وتعاطيها، ما أصبح يعرف بيوم منع الكحول فى الولايات المتحدة.
وكان قد قدم مجلس الشيوخ الأمريكى مشروع القانون فى 18 ديسمبر 1917، وتم قبولها من 36 ولاية ومن ثم التصديق عليها فى 16 يناير 1919 والتنفيذ فى 17 يناير 1920 فى 18 نوفمبر 1918 قبل التصديق على القانون، مرر الكونجرس الأمريكى قانونا مؤقتا يحظر بيع وتصنيع ونقل المشروبات التى تحتوى على نسبة كحول أعلى 2.75%. وتم تنفيذ القانون فى 30 يونيو 1919 وعرف القانون بإسم "العطشى أولا" كونه صدر فى أيام هدنة الحرب العالمية الأولى أملا فى توفير القمح.
وكانت الولايات المتحدة فى حاجة ماسة منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى لإنتاجها من الحبوب لاستخدامه فى توفير حاجة الشعب من الغذاء، مما أعاق الكثير من منتجى الجعة ذوى الأصول الألمانية من إنتاج الخمور.
وفى اتجاه مختلف وخوفا من تدمير سوق البيرة والنبيذ، كانت السويد واحدة من البلدان فى أوروبا التى كرهت بشدة جنون القهوة، على الرغم من أن العديد من الدول قد ألغت الحظر على القهوة بمجرد موافقة البابا عليها، إلا أن السويد لم تكن واحدة منها، بسبب خوفهم من أن تدمر القهوة سوق البيرة والنبيذ، وقرر المسئولون السويديون إبقاء المشروبات العطرية محظورة، على الرغم من أنهم فعلوا ذلك من خلال تشريعات (غير فعالة)، إلا أن هدفهم الحقيقى كان إقناع السويديين بأن شرب القهوة أمر خطير، إذا تمكنوا من إقناع شعبهم بخطره، فلن يضطروا إلى القتال بقوة للحفاظ على ازدهار صناعات النبيذ والبيرة، وفقا لموقع ancient-origins.