بدأ مؤخرًا المجلس الأعلى للآثار في مشروع ترميم وتطوير عدد من مقابر النبلاء وقبة الهواء بأسوان، وذلك تمهيدا لفتحها للزيارة خلال الفترة القليلة المقبلة، ضمن خطة وزارة السياحة والآثار لترميم وتطوير المواقع الأثرية بمختلف أنحاء الجمهورية وخاصة الصعيد، الأمر الذي يعمل على إتاحة المزيد من المواقع الأثرية للزائرين، فما الذى تعرفه عن قبه الهواء؟
تعرف بمقابر قبة الهواء نسبة إلى ضريح الشيخ "علي أبو الهواء" الموجود أعلى التل، ونقرت هذه المقابر في صخور التلال الواقعة شمال غرب أسوان، وتطل مباشرة على جزيرة النباتات وجزيرة الفنتين، وهي تخص مجموعة من كبار الموظفين أثناء عصر الدولتين القديمة والوسطى، ومنهم "حرخوف" و"سابنى" و"ميخو" من عصر الدولة القديمة، و"سارنبوت الأول" و"سارنبوت الثاني" من عصر الدولة الوسطى.
وتبرز النقوش التي سجلت على جدران هذه المقابر الدورالهام الذي لعبه كبار الموظفين والنبلاء في تلك الفترة من حملات استكشافية وتجارية وأخرى عسكرية، من ذلك ما نجده مدونًا على جدران المقبرة المزدوجة للموظف"مخو" وابنه "سابني" التي ترجع إلى عصر الأسرة السادسة من أن "مخو" كان على رأس حملة ملكية استكشافية للجنوب وأثناء عودته هاجمته قبيلة نوبية فقتلته فما كان من ابنه "سابني" إلا أن خاض حملة لإحضار جثة أبيه والانتقام له، كما ذكرت وزارة السياحة والآثار.
ولعل أهم هذه المقابر هي مقبرة "حرخوف" حاكم إلفنتين ورئيس الحملات الملكية الذي سجل نصًا على جدران مقبرته يعدد فيه رحلاته الاستكشافية والتجارية إلى الجنوب ذاكرًا العديد من الطرق ومنها "درب الواحات.. درب الأربعين"، كما أورد تفاصيل رحلته التجارية إلى بلاد بونت.
جدير بالذكر أن أعمال الترميم التي تتم بمنطقة قبة الهواء تأتي بالتعاون مع البعثة المصرية الألمانية المشتركة برئاسة كلا من الدكتور فردريكا سايفيرد من الجانب الألماني والدكتور عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان من الجانب المصري.