أصدرت دار ديوان للنشر أحدث طبعة من روايات الأديب العالمى نجيب محفوظ، من رواية "الحرافيش" ، وصمم الغلاف يوسف صبرى، "40 مستقل"، وذلك بهدف ابتكار تصميم جديد داخلى وخارجى لمجموعة الكتب، حيث استوحى الاستوديو خط الثلث المملوكى، وهو أكثر الخطوط التى تغذت عليها مخيلة الكاتب فى مكان ميلاده بالجمالية، بحسب وصف المشروع.
ملحمة الحرافيش رواية للكاتب المصرى نجيب محفوظ نشرت فى عام 1977. الرواية تحكى عشرة قصص لأجيال عائلة سكنت حارة مصرية غير محددة الزمان ولا المكان بدقة (يعتقد انها بالحسين فى بداية فترة الأسرة العلوية بمصر)، وكانت الحرافيش ولا تزال مادة رائعة للسينما والتلفزيون المصرى حيث تمثلت فى أكثر من فيلم سينمائى منها الحرافيش والمطارد وشهد الملكة والجوع والتوت والنبوت، إلى جانب مسلسل الحرافيش فى أجزائه الثلاثة، وتتحدث الرواية عن فلسفة الحكم وتعاقب الحكام ودور الشعوب.
كما لم تبتعد رواية الحرافيش كثيراً عن منحى الوجودية الذى انتحاه نجيب محفوظ فى الكثير من رواياته رغم اكتسائها بالطابع الاجتماعى (إحدى الشخصيات تنشد الخلود بعد قهر الموت المفاجئ لها وسلوكيات أخرى فى نفس الاتجاه)، تتشعب أحداث وتفاصيل وشخصيات رواية الحرافيش فى ذهن القارئ كما فى قلم الكاتب لتزرع أفكاراً عديدة وتصب فى فكرة تواتر الاجيال وضياع الأصول من جيل إلى اخر واندساس العروق. يحضر الدين أيضا فى رواية الحرافيش كالروح التى لا يستطيع الإنسان إخراجها من بدنه رغم التمرد عليها.
هى رواية تحتوى كل الحياة، تكتسى كل الطوابع وتسرد جل القيم بسخاء، وتمتلئ الرواية بأبيات من الشعر الفارسى التى استخدمها الكاتب كرمز للمجهول الذى تهيم به أرواح البشر، وتتوالى قصص الرواية كمعزوفة رائعة تختلط بها القوة والضعف، الخير والشر، الأمل واليأس.