مع كل إعلان من دار ديوان للنشر، عن غلاف طبعة جديدة من أعمال الأديب العالمى نجيب محفوظ، تظهر موجة واسعة من السخرية مصاحبة بالغضب والسخط عبر رواد السوشيال ميديا، والتعليقات على أغلفة الروايات بعبارات ساخرة وتهكمية.
وكان دار ديوان أعلن من قبل عن صدور عدد من أعمال صاحب نوبل فى الآداب لعام 1988، إلا أنها قوبلت بانتقادات شديدة وسخرية، وطالب الكتاب بإعادة النظر في إعادة نشر أعمال نجيب محفوظ بتلك الأغلفة التي وصفوها بـ"القبيحة".
كما انتقد عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى الأغلفة معتبرين أن تصميمها بعيد عن روح أعمال نجيب، وجاءت لتعبر بشكل سطحى عن أسماء الروايات دون التعمق فى الأفكار التى يطرحها محفوظ فى أعماله.
وارتبط عدد كبير من عشاق نجيب محفوظ، بأغلفة رواياته التى اختلفت طبعاتها وتصميماتها والتى صمم أغلفتها الفنان التشكيلى الكبير جمال قطب، حيث أعاد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى صور أغلفة روايات صاحب الثلاثية مع "قطب" وهو ما أثار تساؤل هل كان يتدخل "محفوظ" في تصميم رواياته، وهل كان يملئ على مصممها أي شروط.
الفنان جمال قطب، عبر صفحته على الموقع الرسمي لقطاع الفنون التشكيلية، قال : إن محفوظ لم يتدخل في رسوماتي وصوري، ولا لمرة واحدة. وقال: كان محفوظ يقول لي "لكل مبدع موتيفاته ورؤاه الخاصة به، ومن حقه بل من واجبه أن يبرزها" لكنني مع ذلك لم أظهر أبدا رؤيتي الخاصة في رسومات أعمال محفوظ الأدبية بصورة تتعارض أو تختلف كثيرا عن عالمه، لأنني لو فعلت ذلك، فدوري سيكون ناقصا، ومفسدا لعمل محفوظ.
ويواصل: "دوري الفني يقتضي نقل رؤية الأديب الخاصة، أي لا بد أن يكون الأدب والرسم في الكتاب في اتجاهين متوازيين وليسا متناقضين. فأنا مترجم للعمل الأدبي إلى رسوم وصور، ويمكن القول إن دوري هو "الموازي التصويرى" للعالم الأدبي، وليكن معلوما فأنا كنت القارئ الأول لأعمال محفوظ طوال الأربعين عاما، إذا استبعدنا الناشر السحار طبعا، لأن السحار يقرأ العمل مرة واحدة أما أنا فمرات كثيرة".
ويلفت قطب إلى أنه كان يعمل ألف حساب لروايات محفوظ ذات العالم الخاص المستمد من البيئة المصرية الشعبية، والطبقة الوسطى القاهرية، وخاصة مناخ القاهرة التاريخية "الحسين، الجمالية وما حولهما من حوار وأزقة". هذه الأماكن لها رائحة وعبق وخصوصية، لم تتلوث بالتغريب، لذلك كنت أقوم بزيارة تلك الأماكن والتجول فيها لفترات لمشاهدة ناسها على الطبيعة، ولتنشيط مخيلتي الفنية وشحنها من مصدرها المباشر، ثم أقوم بقراءة الرواية أو المجموعة القصصية مرات كثيرة، لكي أستطيع أن أترجم رؤى محفوظ الخاصة. ولا ينفى قطب أنه كان يضع في اعتباره عند البدء في التخطيط لرسومات روايات محفوظ أن الكتاب له أيضا صفة تجارية. ويقول: "نعم الكتاب رسالة إنسانية وثقافية، ولكنه أيضا سلعة تجارية. وهذه السلعة إذا لم تتوافر فيها شروط الجاذبية يصعب أن تحقق النجاح، ويركد توزيع الكتاب، وبالتالي تفشل المهمة الثقافية والرسالة التي يحملها".