ظهر مفهوم "حروب الجيل الرابع" فى أواخر الثمانيات وأصبح واضحاً بعد الحرب الأمريكية للعراق، وذلك لأن الولايات المتحدة، بعدما تكبدت خسائر فادحة مادياً وبشرياً نتيجة إطالة هذه الحرب، تعلمت أنه من الضرورى عدم التدخل فى مواجهات مباشرة مع أعدائها بل تكون المواجهات بشكل غير مباشر، هكذا يرى كتاب "حروب الجيل الرابع وتداعياتها السياسية على الأمن القومى المصرى والعربى" تأليف الدكتور عمر محمد على محمد، وتقديم اللواء أركان حرب الدكتور كمال أحمد عامر.
ويضيف الكتاب: وتمثل حروب الجيل الرابع خطرا على منظومة الأمن القومى العربى حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط فى الآونة الاخيرة نمواً لافتاً للنظر فى عدد ونوعية الجماعات المتطرفة والتى باتت تهدد بنية الدولة الوطنية، وتكمن أهمية فى تزامنه مع الأحداث الإقليمية والجيوسياسية التى تقع فى العديد من دول العالم التى تشهد حروباً وصراعات والتى أدت بدورها إلى انهيار بعض الدول وتفكك مؤسساتها.
وأوضح الكاتب، أن حروب الجيل الرابع تركز فى جوهرها على الضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والحرب النفسية التى تستثمر خصائص المجتمعات وتعمل على التأثير على تماسكها وتفجير التناقضات الكائنة بها بما فيها الخصائص والمشكلات العرقية، بما يحقق فى النهاية سقوط الدولة من الداخل.
تنقسم الدراسة إلى ثمانية فصول يتناول الفصل الأول منها مفهوم وتطور حروب الجيل الرابع، والفصل الثانى يتحدث عن خصائص وادوات وسمات حروب الجيل الرابع، ويتناول الفصل الثالث المقومات السياسية لحروب الجيل الرابع وتأثيرها فى الأمن القومى المصرى والعربي، ويعرض الفصل الرابع تغير الأساليب والنظريات السياسية وتداعياتها على الأمن القومى المصرى والعربى، والفصل الخامس مجالات حروب الجيل الرابع وتأثيرها فى الأمن القومى المصرى والعربي، فيما يدور الفصل السادس حول الحروب الإلكترونية والسيبرانية وتأثيرهما السياسى فى الأمن القومى المصرى والعربي، وأما الفصل السابع فيتناول آليات مواجهة مخاطر حروب الجيل الرابع وطرق الوقاية منها فى مصر والوطن العربى، وأخيرا الفصل الثامن يعرض الرؤية المستقبلية لتطور حروب الجيل الرابع وآفاقها فى القرن الحادى والعشرين.