انطلاقًا من دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، انطلقت فكرة مشروع "حكاية شارع"، الذى يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسماؤهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصرى، ولهذا نستعرض يوميًا شخصية من الشخصيات التى لهم شوارع تحمل أسماءهم، حسب ما جاء فى حكاية شارع للتنسيق الحضارى، واليوم نستعرض شخصية "خليل أفندى أغا"، والذى له شارع يحمل فى القاهرة بحى جاردن سيتى.
كان خليل أفندي أشهر أغا أغوات زمانه، فقد كان كبير أغوات الوالدة باشا هوشيار قادين زوجة إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر، وكان مقربًا منها والتي جعلته مربيًا لولدها إسماعيل.
عندما تولى إسماعيل حكم مصر في عام 1863، لم ينس فضل مربيه عليه، فقام بتوليته المهام الكبار، منها منصب كبير المشرفين على الأمور الخاصة للخديوي، أو كما كان يطلق عليه "البشكرجي"، وقد كان هذا المنصب غير منتشر في مصر قبل أن يشغله خليل أفندي أغا، الذي عمل لسنوات مع الخديوي إسماعيل وعائلته، وكان من المقربين للعائلة بأكملها، حتى أنه كان يتعامل كأنه فردًا منها.
وكانت مهامه كثيرة، فقد كان ناظر السرايات، وكان مشرفًا على أفراح أبناء الخديو إسماعيل، وهم الأمراء محمد توفيق وحسين كامل وحسن باشا الذي استمر فرحه لأربعين ليلة متتالية.
وفى عام 1869م كلفته هوشيار هانم بمباشرة أعمال بناء مسجد الرفاعى وترتيب ما يلزم من العمال وأعداد مواد البناء، فانطلق بعزم فى إنجاز ماكلف به.
ويلاحظ أن خليل أغال اشتهر في ربوع مصر المحروسة، وكان محل إجلال الجميع من الوزراء والعلماء والأعيان، وانتشرت الشائعات بين عامة الشعب التي تؤكد أن خليل آغا هو من يحكم مصر، وأن مقاليد الحكم بيديه، ووصل الأمر إلى أن وزراء هذا الزمان كانوا يقبلون يديه كنوع من إظهار الولاء له معتقدين أن التودد لخليل أغا هو الضامن الوحيد لبقائهم في مناصبهم، ولنفوذه الكبير وكلمته النافذة في الدوائر الحكومية كانوا يعتبرونه صاحب اليد العُليا في المحروسة بعد الخديو إسماعيل.
وقد بلغ نفوذ خليل أغا إنه كان يتوسط ليصلح بين زوجات الخديوي إسماعيل ومحظياته عند حدوث خلاف أو شقاق بينهن.
لقد أصبح خليل أغا ثريًا جدًا يمتلك الكثير من المال من هدايا الوالدة باشا والخديو إسماعيل، حتى أصبحت له أملاك في أكثر من مكان، في حي جاردن سيتي، وكذلك أراض بمحافظتي الغربية وكفر الشيخ كانت تتعدى مساحتها 1800 فدان، وأكثر من منزل. وله أوقاف هائلة وهناك فى حي القلعة عمارات سكنية معروفة كان يمتلكها.