فى مثل هذا اليوم 2 أغسطس من عام 1849،رحلمحمد على باشا مؤسس الأسرة العلوية وحاكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848م، إذ تولى حكم مصر بالتحديد يوم 17 مايو من عام 1805، وقد استمر حكم الأسرة العلوية بعد ذلك لأكثر من 150 عامًا، تم تطوير وازدهار العلوم، الفن، والثقافة خلال هذه الفترة، وأصبحت مصر من أعظم ممالك الشرق، حيث خطط محمد على لحداثة البلاد.
لقد جاء محمد على إلى مصر ضمن الجيش العثمانى لتحرير مصر من قبضة الفرنسيين، وهو من مواليد مدينة قولة فى اليونان، واشتملت خطة محمد على باشاه على أنظمة تعليمية، زراعية، وصناعية جديدة، وتأسيس قاعدة عسكرية قوية، أما التطور المعمارى فقد بدأ فى عهد الخديوى إسماعيل الذى أراد أن يجعل من القاهرة باريس الشرق، حيث عمل إلى حد كبير على تطوير السمات الإنشائية، لذا فهو يستحق لقب "المؤسس الثانى لمصر الحديثة" بعد محمد علي، حسب ما ذكر موقع وزارة السياحة والآثار، ففى عهده تم نقل مقر الحكومة من القلعة إلى قصر عابدين.
الغريب أن محمد على الذى حقق كل هذا النجاح كان فى بدايته رجلا أميا لا يجيد القراءة ولا الكتابة، وحسبما تقول دائرة معارف القرن العشرين، فى الجزء التاسع، لمحمد فريد وجدى "عرف محمد على باشا أن العلم قوام الحياة الاجتماعية فأخذ فى نشره فى البلاد فافتتح المدارس الأولية والثانوية والعمالية وساق إليها الناس بالإجبار لأن المصريين كانوا يتخيلون أن أبناءهم يؤخذون بهذه الوسيلة إلى الجندية، وعزز هذه النهضة بإرسال إرساليات سنوية إلى أوروبا لتخريج كبار الرجال فى المعارف الضرورية".
أما فى عهد الخديوى إسماعيل تم الانتهاء من حفر قناة السويس، وأنشأ قصورًا فخمة مثل قصر عابدين وقصر رأس التين وقصر القبة، وأنشأ دار الأوبرا وكوبرى قصر النيل، واهتم بالزراعة وبزيادة رقعتها الخضراء، وحفر ترعة الإبراهيمية وترعة الإسماعيلية، وفى عهده أيضا أنشأ المصانع، من بينها 19 مصنعا للسكر، وقام ببناء 15 منارة لإنعاش التجارة، واهتم بالتعليم فقام بزيادة ميزانية نظارة المعارف، وتكليف على مبارك بوضع قانون أساسى للتعليم، وأنشأ دار العلوم لتخريج المعلمين ودار الكتب.
ثم واصل الخديوى عباس حلمى الثانى تأسيس الدولة الحديثة حيث بنيت الجامعة المصرية "تعرف حاليًا بجامعة القاهرة"، ثم أصبحت مصر مملكة فى عهد الملك فؤاد الأول الذى أسس العديد من المؤسسات العلمية، وخلفه الملك فاروق، إلى أن قامت ثورة 1952م وانتهى حكم العائلة المالكة فى مصر عام 1953م.