أبطال حقيقيون.. حسين توفيق بطل"فى بيتنا رجل"والشيخ حسنى واحد من"الكيت كات"

عندما نقرأ رواية ونتعلق بأحداثها نتمنى لو كانت شخصيات روايات هذه شخصيات حقيقية، وربما لا نعلم أن بعض الشخصيات التى قدمها كبار الكتاب المشهورين والمفضلين هى فى الأساس شخصيات حقيقية عاصروها أو سمعوا عنها فى مكان ما وقرروا تحويلها إلى قصص امتعونا بها.. ومن أبرز تلك الشخصيات: سارة.. حبيبة عباس العقاد وفقا للكاتب مصطفى نصر فى دراسة له بعنوان " الشخصيات الحقيقية فى الروايات العربية" فأنه قد اختلف البعض عن البطلة الحقيقية لرواية سارة للعقاد – فالبعض ظنها مديحة يسرى التى أحبها العقاد لفترة من حياته واتضح إنها الكاتبة والمترجمة أليس داغر وهى ابنة الرائدة والكاتبة المعروفة لبيبة هاشم مؤسسة مجلة فتاة الشرق، وتزوجت أليس من صحفى سورى كان مقيما فى مصر ومؤمنا بالعروبة هو عبده هاشم وحملت اسمه. مصطفى سعيد (موسم الهجرة إلى الشمال) واختلف البعض فى حقيقة بطل رواية الكاتب السودانى الطيب صالح موسم الهجرة للشمال – والذى أطلق عليه اسم مصطفى سعيد. وقد جاء إلى الإسكندرية رجل واضح الطول اسمه على أبو سن – كان يشارك فى الندوات الأدبية التى تعقد فى المراكز الثقافية – وارتبط بصداقة بالكثير من أدباء الإسكندرية منهم: المرحوم صبرى أبو علم والدكتور محمود رشدى والشاعر مهدى بندق – وكانوا يزورونه كثيرا بمسكنه برمل الإسكندرية – وحكى لهم بإنه هو بطل رواية موسم الهجرة للشمال – فقد كان صديقا مقربا للطيب صالح – فحكى له عن مغامراته أيام دراسته فى بريطانيا وقد عين سفيرا للسودان ببريطانيا. حمزة (قصة حب) وكتب يوسف إدريس روايته قصة حب – وحولها صلاح أبو سيف لفيلم سينمائى باسم "لا وقت للحب" بطولة رشدى أباظة وفاتن حمامة وصلاح جاهين. عن حمزة الشاب الوطنى الذى قاوم الإنجليز واشترك فى منظمة تغتال جنودهم فى مصر - بطل القصة الحقيقى هو الدكتور حمزة البسيونى الثائر الماركسى الذى اشترك فى مقاومة الإنجليز– وأطلق الجنود البريطانيون الرصاص عليه وعلى زملائه فى المنشية بالإسكندرية فقتلوا منهم الكثير – وأطلقوا على الشارع الذى حدثت فيه المجزرة بعد ذلك اسم شارع الشهداء الذى يبدأ من شارع سعد زغلول وينتهى على البحر. إبراهيم حمدى (فى بيتنا رجل) شخصية إبراهيم حمدي، الذى قدمها النجم العالمى عمر الشريف فى فيلم "فى بيتنا رجل" والمأخوذة عن رواية بنفس الاسم للأديب الكبير إحسان عبد القدوس، هى فى الأصل شخصية حقيقية، للثائر حسين توفيق قد اختبأ فى بيت الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس نفسه، وهو ابن عائلة أرستقراطية كبيرة، ووالدته كانت تركية الأصل، وأما والده توفيق باشا أحمد فقد كان وكيلا لوزارة المواصلات، وقد تعلم حسين توفيق بمدرسة الفرير الواقعة بشارع الخرنفش، ثم فى مدرسة فؤاد الأول الثانوية، وكانت له ميول وطنية، حيث كون جماعة كانت تحارب وتكافح ضد الوجود الإنجليزى فى مصر، وقد اشترك حسين توفيق فى إحراق ما يقرب من 30 سيارة للإنجليز. صالح هيصة تميز مشروع الأديب الكبير خيرى شلبى بقدرته على نسج شخصيات روائية متفردة من الواقع بنى عليهم خياله الروائى حولهم كأساطير، لكن الواقع أنهم عاشوا بيننا، واستطاع سفير المهمشين أن يعبر عنهم، حيث استمد عدد من شخصيات رواياته من شخصيات حقيقية مثل صالح هيصة بطل روايته الشهيرة التى تحمل نفس الاسم وهو شخصية فوضوية، رجل متفتح للحياة ويفعل ما يريد ويضع نفسه فوق البشر وينتقد الناس، ويستعلى عليهم. كما أنه صاحب قيمة، يقول الحق دائما فى زمن ندرت فيه الحقيقة. والرواية مأخوذة عن شخصية حقيقية تحمل نفس الاسم عرفها الأديب على أحد المقاهى الصغيرة بوسط القاهرة فى حقبة الستينيات، وحوَّلها عبر روايته إلى شاهد على العصر، حيث يتابع خيرى شلبى فى روايته الجديدة إعادة تشييد زمن الستينيات بانكساراته وانتصاراته والأحلام الكبرى التى لم تتحقق فى حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مستفيدا من رواياته السابقة وكالة عطية، موال البيات والنوم وغيرها. الشيخ حسنى (مالك الحزين) أما شخصية الشيخ حسنى، أحد أيقونات السينما المصرية وأسطورة "عميان الشاشة" والتى ظهرت فى فيلم الكيت كات للمخرج الكبير داوود عبد السيد، والمأخوذ عن رواية الأديب الكبير إبراهيم أصلان بعنوان "مالك الحزين" فهى أيضا لشخصية حقيقية، حيث صرح النجم الراحل محمود عبد العزيز فى إحدى حوارته التليفزيونية أن الشيخ حسنى شخصية حقيقة موجودة فى حى إمبابة، وأخبرنى سيد مكاوى بأنه يعرف هذه الشخصية وأن اسمه الحقيقى الشيخ محسن. وقال محمود عبدالعزيز: "شعرت بطمأنينة أثناء تصوير الفيلم عندما جائنى بعض الأطفال عقب تصوير مشهد لى بالعمل، وقالوا لي: انت بتعمل شخصية الشيخ محسن".