صدر حديثا الهيئة العامة لقصور الثقافة فرع ثقافة شمال سيناء، ديوان "قصائد فرت من الحرب" للشاعر حسونة فتحي، وهو ديوان فصحى من فئة قصيدة النثر، يعود به الشاعر إلى إصدار الدواوين الشعر بعد فترة وصلت إلى عشرين عاما، وهو تجربته الأولى أيضا مع شعر الفصحى.
وعن الديوان قال الشاعر حسونة فتحي: "عشرون عامًا بين ديواني السابق وديواني الجديد الذي صدر أمس، عن هيئة قصور الثقافة فرع شمال سيناء، لم يتقدم للنشر أي موهبة جديدة، ولم نزاحم أحدًا.. الإهداء: لم تعد هذه القصائد ملكي فأهديها".
والباب الأول من الديوان يحتوى عدد سبعة عشر قصيدة، تمثل صفحات من سيرة الشاعر عبر مراحل مختلفة، اما الباب الثاني: ذاكرة آيلة للسقوط ويحوي عشر قصائد، بعضها مكون من مقاطع متعددة، وهي قصائد تتعلق بوقائع وأماكن وتحولات قد لا يذكرها تاريخ أو جغرافيا فكان على الأدب، والباب الثالث: بلا أية مبررات ويحوي عدد تسع قصائد، أغلبها إهداءات لأشخاص حقيقيين أغلبهم من الشعراء والذين كان لهم أثر واضح في تجربته الشعرية.
ومن أجواء الديوان:
الانفجار العظيم
كُلّ ما عليكَ فعلهُ،
أن تَرجع للماضي البعيد
إلى تلك اللحظة المجهولة المبهمة قبل بدء الخلق
تلك اللحظةُ ذاتُها؛
ربما مَرّت بك في الماضي القريب أيها الشاعر
أو هكذا تظنُّ للشِّعرِ
لحظة تكوينه: التَّفَتُّتِ والتَّباعُدِ والانطلاق لذرّاتهِ ومكوّناتهِ الأوَّليةِ؛
لتَصيرَ- على مهلٍ- مَجَرّةً،
أو شَمسًا
أو جِرمًا من أجرامها: كوكبًا، نيزكًا، مُذنّبًا
أنت فقط؛
من يمكنه أن يحدد النتيجة دون نقدٍ،
أو تفكيكٍ،
أو بنيويةٍ،
أو مناهج ستكتب يومًا قصيدتَكَ الأهمّ
لا اللغةُ،
ولا الأسلوبُ
ولا التَّجرِبةُ ستجعلُكَ تنالُ مطلبَكَ.
فقط؛ عليك أن تكتب،
وستصرخ يومًا حين تكتب قصيدةً تمزّقُ روحَكَ وأحشاءكَ
إنه الشعر، وإنها لحظة الانفجار العظيم.
يذكر أن الشاعر حسونة فتحي سبق أن صدر له عدة أعمال بالعامية المصرية، منها: ديوان على خد القمر سنة 99، ديوان سنين من سينين سنة 2000 أوبريت فوانيس سنة 2001، ديوان رسالة إلى سنة 2002. ويعد ديوانه الأخير "قصائد فرت من الحرب" هو تجربته الأولى في شعر الفصحى، والذي جاء إصداره متأخرًا نحو عشرين عامًا عن آخر إصداراته.