تبقى مكانة أدباء، مثل عباس محمود العقاد وطه حسين وأحمد لطفى السيد وعبد القادر المازني، وتوفيق ومن بعدهم نجيب محفوظ ويحيى حقى، هي المكانة الأكبر والأبرز في تاريخ الأدب العربي المعاصر، وبلا شك فأنه مكانتهم تعد طريقًا يعدو للأصالة.
وتبدو المنافسة مع هؤلاء العملاقة حظا سيئا، فالتواجد في عصر يعيش هؤلاء لا يعطى الفرصة لأحد مهما كانت موهبته في مناطحة هؤلاء الذى امتلاء العالم شرقا وغرب بإبداعاتهم وأرائهم ورؤاهم التي كانت لبنة للنهضة الفكرية العظيمة التي شهدتها، مصر.
والحقيقة أن هناك من تأثر بوجوده في عصر هؤلاء العملاقة، وتأثرت شهرتهم بوجودهم في هذا العصر، رغم موهبتهم الكبيرة وأعمالهم الكثيرة والمتعددة، ومن هؤلاء:
زكى مبارك
لم ينل زكي مبارك حظه من المناصب نتيجة لسببين رئيسين، أولًا: معاركه الأدبية مع أقطاب عصره كطه حسين، وعباس العقاد، والمازني وغيرهم، ثانيًا: تفضيله الابتعاد عن التيارات الحزبية المالئة للقصر والنفوذ البريطاني؛ لذلك سافر الرجل إلى العراق، وهناك مُنح "وسام الرافدين" في عام 1947، وقد كتب مبارك طوال مسيرته الأدبية 45 كتابًا، منها كتابان باللغة الفرنسية. وقد توفي مبارك عام 1952 ودفن في مسقط رأسه.
محمد طاهر الجبلاوى
بحسب دراسة بعنوان "الاتجاه الوجداني في ديوان ملتقى العبرات للشاعر محمد طاهر الجبلاوي" للدكتور محمد عبد الدايم، فأنه من الشعراء الذين استطاعوا أن يعيشوا حياة فنية خالصة ملؤها الإحساس بأنفسهم وبما ينبض به مجتمعهم الشاعر محمد طاهر الجبلاوي وهو ذو موهبة شعرية فذة، لكنه لم يجد العناية اللائقة به ليصبح ممن سلطت عليه الأضواء، بل ظل يبدع في صمت، وتطرق البحث إلى نماذج من شعره، واختتم البحث بأن دفاعه عن وطنه الذي وقع تحت سطوة مستعمر غاشم نهب خيراته واستباح أرضه، ورغم أن حديثه عن الاحتلال كان مترفقاً في نقده إلا أنه يشي بصدق وطنيته وصدق شعوره.
أنور الجندى
كذلك واجه المفكر الراحل أنور الجندي قمم عملاقة في ميدان الأدب، مثل طه حسين والعقاد وأحمد لطفي السيد وسلامة موسى وتوفيق الحكيم، وغيرهم، وخاض العديد من المعارك التي أثرت على شهرته، خص منها "طه حسين" وحده بكتابين كبيرين، هما: "طه حسين وحياته في ميزان الإسلام"، و"محاكمة فكر طه حسين"؛ ذلك لأن "الجندي" كان يرى أن أطروحات العميد تميل للتغريب.