تمر اليوم الذكرى الـ81 على رحيل الشاعر الهندى طاغور، الذى يعتبر إحدى الشخصيات البارزة في القرن العشرين، ويعتبر أكثر الشعراء الهنود إثارةً للعجب والذي قدم الثقافة الهندية الغنية إلى الغرب وأول شخص غير أوروبي ينال جائزة نوبل.
قدم طاغور للتراث الإنساني أكثر من ألف قصيدة شعرية، وحوالي 25 مسرحية بين طويلة وقصيرة وثماني مجلدات قصصية وثماني روايات، إضافة إلى عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات في الفلسفة والدين والتربية والسياسة والقضايا الاجتماعية، وإلى جانب الأدب اتجهت عبقرية طاغور إلى الرسم، الذي احترفه في سن متأخر نسبيًا، حيث أنتج آلاف اللوحات، كما كانت له صولات إبداعية في الموسيقى، وتحديدا أكثر من ألفي أغنية، اثنتان منها أضحتا النشيد الوطني للهند وبنجلاديش.
وإلى جانب عبقرية طاغور في الأدب فقد بدأ يرسم في مرحلة متأخرة من حياته، وهو في الستين من عمره، وأقام عدة معارض ناجحة أحدها في باريس بناء على نصيحة أحد أصدقائه.
وكان يحظى بالهتافات والتصفيق على كامل مساحة الهند، حيث هُتف له أحيانًا "جيوروديف" أو شاعر الشعراء ومن خلال رواياته وقصصه كاملة التألق وبراعته الشعرية.
كون انطباعًا لا يمحى في عقول قراءه، حيث قام بإنتاج عمل ذو هيكلية استثنائية تمكنت من تغيير وجه الأدب الهندي، لم يكن مجرد شاعر أو مبشر هندي، حيث بعد عقود من الزمن على وفاته لا يزال هذا الرجل الأشبه بالقديس حيًّا من خلال أعماله و في قلوب أهل البنغال الذين لن ينسو فضله في إغناء تراثهم.
كان طاغور الآن قد تجاوز الخمسين من عمره ورغم غزارة إنتاجه وتنوعه، إلا أنه لم يكن معروفا تماما خارج محيطه، ظهر ديوان "قربان الأغاني" باللغة الإنجليزية في سيبتمبر من العام 1912. لقد عكس شعر طاغور حضورا روحيا هائلا وحوت كلماته المنتقاة بحساسية فائقة جمالا غير مستهلك، لم يكن أحد قد قرأ شيئا كهذا من قبل. وجد الغربيون أنفسهم أمامهم لمحة موجزة وإن كانت مكثفة للجمال الصوفي، الذي تختزنه الثقافة الهندية في أكثر الصور نقاءً وبوحاً ودفئاً، وفي غضون أقل من سنة، في العام 1913، نال طاغور جائزة نوبل للآداب، ليكون بذلك أول أديب شرقي ينالها.