أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى الذى يعمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، اسم عمار بن ياسر، فى مشروع "حكاية شارع"، الذى يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أطلقت أسماءها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسمائهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصرى واليوم نستعرض شخصية "عمار بن ياسر" والذى له شارع يحمل اسمه.
ولد عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر في مكة حوالي عام 56 قبل الهجرة النبوية، كان أبوه ياسر بن عامر قد قدم إلى مكة مع أخويه الحارث ومالك من اليمن يبحثون عن أخ لهم، فرجع أخواه، وأقام أبوه، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فزوجه أبا حذيفة بجاريته “سمية”، فولدت له عمار. أعتق أبو حذيفة عمار، فصار عمار بذلك مولى لبني مخزوم.
كان عمار من السابقين إلى الإسلام، حيث أعلن إسلامه في دار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلاً. وقد أسلم كذلك أبوه ياسر وأمه سمية وأخوه عبد الله، لما كان عمار من المستضعفين في مكة، ولم تكن له قبيلة تمنعه، فقد عذب هو وأهله، ليتركوا دينهم، فقد كان عمار وأمه سمية من السبعة الأوائل الذين أشهروا إسلامهم. فكانت السيدة سمية أول شهيدة في الإسلام، حينما جاء أبو جهل يشتم سمية، وجعل يطعن بحربته في قبلها حتى قتلها، وكان عمار يُعذب حتى لا يدري ما يقول. وكان النبي محمد (ص) يمر بعمار وأهله وهم يُعذّبون، ولا يستطيع أن يدفع عنهم العذاب، فيقول لهم: “صبرًا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة“.
وأمام شدة التعذيب التي تعرض لها عمار وأهله، قيل أن عمار هاجر إلى الحبشة، وهو أمر مُختلف فيه. إلا أن المؤكد أنه هاجر إلى يثرب (المدينة المنورة). وقد رُوي أن النبي (ص) لما هاجر إلي يثرب، قدمها وقت الضحى، فقال عمار: “ما لرسول الله (ص) بُد من أن نجعل له مكانًا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه، ويصلي فيه”، فجمع عمار حجارة، فبنى مسجد قباء، فكان أول مسجد بُني، وكان بذلك عمار أول من اتخذ مسجدًا يُصلّي فيه.
وبعد أن استقر المسلمون بعد الهجرة في يثرب، وأخذ عمار مكانة عالية بين المسلمين، وكان الرسول (ص) يحبه حبًا عظيمًا، وقد قال عنه صلى الله عليه وسلم: “إن عمّارا مُلِىء إيمانًا إلى مُشاشه تحت عظامه”.
وحينما وقع خلاف عابر بين خالد بن الوليد وعمّار قال الرسول: “من عادى عمّارا عاداه الله، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله”، فسارع خالد إلى عمار معتذرًا وطامعا بالصفح، وقال النبي (ص): “اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة: إلى علي، وعمّار وبلال”. وقد شهد عمار مع النبي (ص) كل غزواته وبيعة الرضوان.
دور عمار في الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي(ص):
بعد وفاة النبي، شارك عمار في “حروب الردة” في عهد الخليفة أبو بكر الصديق، واستبسل “يوم اليمامة” لما اشتدّ القتال، وقد قطعت أذنه يومئذ، فكانت تتذبذب، وهو يقاتل أشد القتال. وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب، أرسله عمر واليًا على الكوفة بالعراق.
مقتل عمار:
انحاز عمار إلى جانب علي بن أبي طالب في حربه مع معاوية بن أبي سفيان حينما نشبت الفتنة بين المسلمين والتي قتل فيها الخليفة عثمان بن عفان، فشهد موقعة الجمل، وموقعة صفين، فكان يقاتل وهو شيخ طاعن في السن عمره 93 عامًا.
عمار بن ياسر، حكاية شارع، التنسيق الحضارى، الجهاز القومى للتنسيق الحضارى