سعى بيكاسو دائمًا إلى النظر إلى الفن من خلال عدسة مختلفة حتى رسم لوحته الشهيرة آنسات أفينيون Les Demoiselles d’Avignon في عام 1907، دون أن يدرك أنه سيغير مسار عالم الفن إلى الأبد، اللوحة، التي يبلغ طولها 8 أقدام وعرضها 7 أقدام، تصور خمس نساء ووجوههن مستوحاة من الأقنعة الأفريقية والمنحوتات الأيبيرية، مهدت هذه التحفة إلى الفن الحديث وكانت مقدمة للأسلوب الذي أصبح يعرف باسم "التكعيبية"، اللوحة معلقة حاليًا في متحف الفن الحديث بمدينة نيويورك وتقدر قيمتها بنحو 1.2 مليار دولار لكن ما هي أهمية هذا العمل الفني ولماذا كان مثيرًا للجدل في وقته؟
قبل أن يبدأ بيكاسو العمل على هذه التحفة الفنية الكبرى، كان بيكاسو يمر وفقا لإنديان إكسبريس بما يسميه نقاد الفن الآن "الفترة الزرقاء"، ويشير المصطلح إلى الفترة التي استخدم فيها بيكاسو اللون الأزرق فقط في ظلال مختلفة لطلاء أي شيء وكل شيء، كافح وكيل أعماله لبيع لوحاته لكن بيكاسو رفض لمس أي لون آخر بين عامي 1901 و1904، عندما قرر أخيرًا النظر إلى ألوان أخرى على لوحة، أراد تغيير وجه الفن الغربي، بدأ العمل في Les Demoiselles d’Avignon وكانت هذه إشارة للعالم بأن التكعيبية قادمة وستبقى.
رسم بيكاسو التصميمات الأولى لـ Les Demoiselles d’Avignon في شتاء 1906-1907، واستغرق مئات الرسومات وتسعة أشهر لإكمال الرسم على القماش.
كانت هذه اللوحة تحمل عنوان بيت الدعارة في أفينيون في الأصل، وتشير إلى شارع في برشلونة يُدعى كاري ردى أفينينون Carrer d’Avinyó، والذي اشتهر ببيوت الدعارة العديدة به، نظر بيكاسو إلى مفهوم الجمال في تشخيصه للنساء بطريقة غير تقليدية، اختار عدم عرض جمال المرأة كما فعلت اللوحات الأوروبية التقليدية، الشخصيات الخمسة التي تظهر في اللوحة يحدقن بجرأة، وقد تم رسم وجوههن باستخدام أشكال هندسية حادة وقد تأثر بيكاسو بشدة بالفن الأفريقي والأقنعة، وبالتالي استخدم ذلك كمرجع.