يحتفل اليوم المسلمون بيوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم فى التقويم الهجري، ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء، وهو اليوم الذى نجى الله فيه موسى من فرعون، ويصادف اليوم الذى قتل فيه الحسين بن على حفيد النبى محمد فى معركة كربلاء، فما الذى قيل عن استشهاد الحسين؟ وهل رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مكان مقتل الحسين؟
قال ابن كثير فى كتابه "البداية والنهاية"، كل مسلم ينبغى له أن يحزنه قتله رضى الله عنه ويقصد "الحسين"، فإنه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التى هى أفضل بناته، وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا.
وجاء فى الكتاب أيضًا: كان مقتل الحسين رضى الله عنه يوم الجمعة، يوم عاشوراء من المحرم سنة إحدى وستين، وقال هشام بن الكلبي: سنة اثنتين وستين، وبه قال على بن المديني.
وعن مقتله قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا عمارة - يعني: ابن زاذان - عن ثابت، عن أنس قال: استأذن ملك القطر أن يأتى النبى ﷺ فأذن له فقال لأم سلمة: "احفظى علينا الباب لا يدخل علينا أحد"، فجاء الحسين بن على فوثب حتى دخل، فجعل يصعد على منكب النبى ﷺ.
فقال الملك: أتحبه؟
قال: "نعم!"
فقال: إن أمتك تقتله، وإن شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه.
قال: فضرب بيده فأراه ترابا أحمر، فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته فى طرف ثوبها.
قال: فكنا نسمع أنه يقتل بكربلاء.
وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن هارون، أبو بكر، ثنا إبراهيم بن محمد الرقي، وعلى بن الحسن الرازى قالا: ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني، ثنا عطاء بن مسلم، ثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن ابني- يعني: الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره".
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن وعفان، ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبى عمار، عن ابن عباس.
قال: رأيت رسول الله ﷺ فى المنام نصف النهار أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم، فقلت: بأبى وأمى يا رسول الله، ما هذا؟
قال: "هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم".
قال عمار: فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قد قتل فى ذلك اليوم. تفرد به أحمد، وإسناده قوي.