العديد من الكتب حاولت تفسير العلاقة بين الأدب والفلسفة، وتوضيح البنية المشتركة بين الإبداع والجمال، والفروق بين الحداثة وما بعد الحداثة، والحديث عن الغاية التى كان التطور الحديث للفكر والبحث العلمى يتجه إليها منذ أواخر القرن التاسع عشر، ومن هذه الكتب كتاب "الوجود والصيرورة مدخل إلى فلسفة المستقبل" وهو من تأليف الدكتور محمد شبل الكومى، وقدم له الدكتور محمد عنانى، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ينقسم كتاب "الوجود والصيرورة مدخل إلى فلسفة المستقبل" إلى أربعة أبواب الباب الأول منها بعنوان الوجود ويتناول الواقعية الروحية ومفهوم الوجود ومبادئ الوجود وأقسام الوجود، والباب الثانى لواحق الوجود ويتحدث عن الواقعية الروحية ومهوم الحقيقة وقيم الخير والجمال، أما الباب الثالث بعنوان قضايا ميتافيزيقية، وأخيرًا الباب الرابع تناول التحليل النقدى لفكر وثقافة عصر الحداثة، والتحليل النقدى لفكر وثقافة عصر ما بعد الحداثة.
يتناول فيه قضية من أخطر قضايا الفكر المعاصر ألا وهى ما يقول به ريتشارد ووليت من كون ما بعد الحداثية صورة من صور ما بعد البنيوية، وقد لا يوحى العنوان الفلسفي الصرف بمدى شمول المنهج وعمقه إنه كتاب يسد ثغرة فى مفهومنا للأدب وللفلسفة جميعا.
يكشف الكتاب أن ما بعد الحداثة، تشترك مع الحداثة بالثورة على الأشكال الفنية القديمة والأنماط الأدبية والتقليدية، وتتطلع إلى التجديد، والتغيير بإحلال نظم جديدة محل النظم التقليدية في الفنون الأدبية، أي أنها مذهب فني انتقل إلى الأدب، واستتبع نظريات فنية في النقد تتماشى مع الإنتاج الفني والأدبي الجديد، ويستطيع المتلقي التعامل معه من خلال أشكاله الجديدة، فهي حركة بناء وإحلال وتجديد، وهي حين تسخر من الواقع أو حتى تنتقده نقدًا لاذعًا، فهي تسعى إلى تغييره بما يتماشى مع الحساسية الجديدة لعصر العلم والثورات التكنولوجية والعلمية، أي أنها تتطلع دائما إلى المستقبل، لكن ليس عبر الاستمرار، والبناء على ما هو موجود أصلا، بل عبر الهدم.