يكمل الكاتب الأمريكى روبرت كروفورد في كتاب‘Eliot After “The Waste Land”’ سرد سيرة الشاعر الأمريكى ت إس إليوت بعدما نشر المجلد الأول ""Young Eliot، مع أكثر من 1000 صفحة من التعليقات العلمية والنقدية، بالإضافة إلى سرد سيرة ذاتية مستنيرة تقدم رؤى جديدة لأحد الشعراء الرواد في القرن العشرين .
كروفورد هو أول كاتب سيرة إليوت، وإن لم يكن الأخير بالتأكيد، الذى يستفيد من مجموعة الرسائل التي كتبها تى إس إليوت إلى إميلي هيل على مدار علاقة عاطفية ولكنها في نهاية المطاف غير سعيدة.
إميلى هيل التقت إليوت في عام 1912 في كامبريدج، ماساتشوستس، عندما كان طالب دراسات عليا في الفلسفة بجامعة هارفارد وسرعان ما حصل على زمالة لمدة عام في أكسفورد، نمت مراسلاتهما بعد انفصال إليوت عن زوجته الأولى، فيفيان، في عام 1933. كانت إميلي تتطلع إلى زواج لم يحدث. على حد السيد كروفورد، ظل حبهما "رسالة مثيرة للإعجاب" حتى تلاشى على مر السنين، وفعل إليوت، البالغ من العمر 68 عاما الشيء المدهش المتمثل في الزواج من سكرتيرته البالغة من العمر 30عامًا فاليري فليتشر.
الرسائل المرسلة إلى إميلي، المؤرشفة منذ فترة طويلة في مكتبة برينستون، تم توفيرها أخيرًا في عام 2020 (أحرق إليوت رسائلها إليه.) على الرغم من أن سردًا آخر لحياة إميلي سيكون موجودًا في كتاب ليندال جوردون الذي سيصدر قريباً بعنوان The Hyacinth Girl.
بعد وفاة فيفيان، كتب إليوت إلى إميلي أنه صُدم "لاكتشاف أنه ارتعد بشدة من احتمال الزواج"، يتصارع مع القضية ويعلن: "لا أستطيع، ولا أستطيع، أن أبدأ الحياة من جديد، وأتكيف مع نفسي. . . لأي شخص آخر. لا أعتقد أنني أستطيع البقاء على قيد الحياة، كشخص ؛ لا أستطيع أن أتحمل رفقة أي شخص لفترة طويلة دون تهيج وقمع شديدين".
كما لو أن هذا لم يكن حاسمًا بما يكفي للقضاء على أي أمل قد تتمسك به إميلي للزواج، فإنه يلخص الأمر: "هذا ما يتعين علينا مواجهته. أخشى، يا عزيزي، أن الكارثة هي اضطراب أكبر بكثير مما يمكن أن تدوايه الكلمات اللطيفة، والكلمات المتعاطفة، العلاقة الجسدية بدون الألفة الروحية الكاملة ستكون كابوسًا" وفقا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
بينما يستعرض كروفورد حياة إليوت بعد نشر "The Waste Land" عام 1922، فإنه لا يهدف بحكمة إلى "قراءات" جديدة لقصائد إليوت، على الرغم من حرصه على عدم إهمال أي واحدة منها.
استخدم كاتب السيرة سطور الشاعر المؤلفة من قصائد "الخلاصات الجافة"، إحدى قصائد " أربعة رباعيات" وقد أنهى إليوت "الرباعيات الأربعة" في أوائل الأربعينيات ويلاحظ كروفورد أن إليوت استمر في كتابة الأعمال الدرامية الشعرية و "النثر المدروس كشاعر "تم إنجاز عمله".
ينشأ سؤال أكثر فائدة ولا يتم التفكير فيه كثيرًا عندما يتم قياس بقاء قصائد إليوت مقابل تلك الخاصة بمعاصريه الشعراء البريطانيين والأمريكيين الذين تداخلوا معه في النصف الأول من القرن العشرين: هاردي، ييتس، فروست، والاس ستيفنز.
ويكتب كروفورد أن قصائد إليوت كما نُشرت في عام 1963 أخذت حجمًا ضئيلًا إلى حد ما حيث يمكن القول إن أكثرها ديمومة هي "أغنية الحب لجيه ألفريد بروفروك" و "الأرض الضائعة" و"الرباعيات الأربعة" بينما يتبدى بوضوح أن مقالات إليوت ونقده وخطاباته أكثر متعة إذ غالبًا ما تمتلئ هذه العناصر النثرية بروح الدعابة، والتأثيرات الماكرة للصوت الناطق، والتي تغيب عن معظم القصائد.