تفكر الكاتبات لدى بناء الرواية بشكل مختلف خصوصًا إذا ما تعلق الأمر ببطلات يحببن القراءة مثل رواية شارلوت برونتى "جين اير"، تبدأ الرواية بجين تتأمل في كتاب توماس بويك تاريخ الطيور البريطانية، وتقرأ عن سلوكها نحو طريقها إلى الشواطئ القاتمة في لابلاند وسيبيريا وإلى قرون من الشتاء حيث تقول "سعيدة على الأقل في طريقي"، فى تلك اللحظة تكون جين إير سعيدة لأنها قادرة على الهروب من الاضطهاد بشكل خيالي من الحاضر حيث تعذبها خالتها وابن عمها، وعندما يأتيها ابن عمها جون ويوبخها لقراءتها كتب العائلة تكون قد اكتسبت الثقة من قراءتها عن الرومان لتحريض روحها ضده فتقول: "أنت مثل القاتل، أنت مثل سائق العبيد - أنت مثل الأباطرة الرومان!"
أصبحت جين إير النموذج الأصلي للعديد من النساء الشابات المضطربات، وهن يقرأن طريقهن للخروج من العوالم الضيقة، فكم من النساء يتقن لإلقاء خطابات مثل هذه التى ألقتها أمام لخالتها القاسية: "كيف أجرؤ يا سيدة ريد؟ كيف أجرؤ؟ لأنها الحقيقة"، غالبًا ما يكون فعل القراءة كثافة خاصة بالنسبة للشابات، إنه جزء من تطور الذات كما جاء فى الجارديان البريطانية.
هناك بطلة أخرى قوية وقارئة فى رواية دوريس ليسينج المفكرة الذهبية الصادرة عام 1962 حيث جاء على لسان البطلة آنا وولف: "اقرأ نفس الكتب مرارًا وتكرارًا، بين فترات من أحلام اليقظة المشتتة، في نشوة من الاعتراف، وفي نفس المكان دائمًا، تحت الشجرة الكبيرة كان ذلك ملاذها، حيث تضخ الحرارة من خلال الكتب مثل المخدر".
تدور رواية دوريس ليسينج التي تدور عام 1962 تحت عنوان The Golden Notebook حول امرأة تحاول التوفيق بين حياتها السياسية والشخصية وهى رواية مكتوبة بأصوات عديدة (مجموعة دفاتر تم إنشاؤها لوصف جوانب مختلفة من حياة البطلة)، بما في ذلك كل شيء من الأحلام إلى قصص الصحف إلى جلسات التحليل النفسي ومسودات الخيال. بأصواتها وأساليبها العديدة وقد كتبت ليسينج على لسان البطلة قرب النهاية: "أنا مهتمة فقط بتمديد قدرتى على العيش على أكمل وجه قدر استطاعتي".