تحل اليوم الذكرى الحادية والأربعين لرحيل الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور الذى ملأ الدنيا شعرا وأسمع الناس همومهم بقصائد مثل الناس في بلادى وغيرها، وقد كان لصلاح عبد الصبور مسار وظيفى موازى لمساره الشعرى الذى استمر بلاشك حتى نهاية حياته.
فعندما بدأت أحمد بهاء الدين أول رئيس تحرير ومؤسس المجلة الشابة الجديدة "صباح الخير"، الإعداد للمجلة، استقطب كوكبة من المبدعين والكتّاب ورسامى الكاريكاتير، مثل محمود أمين العالم ومحمد عودة وصلاح جاهين وأحمد عباس صالح ومصطفى محمود وحسن فؤاد ومحمد صدقى وغيرهم، وكان صلاح عبد الصبور ضمن هذه الكتيبة الشابة، وبالفعل صدر العدد الأول فى 12 يناير 1956.
عمل صلاح عبدالصبور وفقا لمقالة سابقة لشعبان يوسف فى التحرير والترجمة منذ أول عدد، وكانت تنشر له ترجمات دون إدراج اسمه فى البداية، ثم بدأ يكتب فى النقد الصحفى بعد ذلك، وانخرط فى العمل الصحفى بشكل كبير، وكانت له مقالات بديعة، تلك المقالات التى أغفلها الأستاذ أحمد صليحة عندما جمع له إنتاجه كله، ونشره فى أحد عشر مجلدا صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعد رحيل عبد الصبور.
تم تنصيب صلاح عبد الصبور بعد رئيسا لتحرير مجلة الكاتب بعد الإطاحة بمجلس تحريرها، ونال بسبب هذا الموقف كثيرا من السباب والدسائس، وظل رئيسا للتحرير لفترة وجيزة، بعدها ذهب إلى الهند مستشارا ثقافيا للدولة المصرية، وعاد إلى مصر لكى يتولى رئيسا لمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب لفترة قصيرة للغاية، ويحدث الحدث الذى أغضب كثيرا من المثقفين، وهو اشتراك اسرائيل فى معرض الكتاب، وكأن صلاح عبد الصبور هو الذى دعا اسرائيل، وكان كثيرون يتربصون به ويقولون "طالما أنه غير مسئول عن دعوة اسرائيل، فكان عليه أن يقدم استقالته"، وأعتقد أن عبد الصبور لم يستطع أن يفعل ذلك، وهو فى قمة المؤسسة الثقافية، وشارك كثيرون فى تحميل عبد الصبور وحده هذا الموقف، والذى أدى إلى رحيله الدرامى فى أغسطس 1981.