تمر اليوم الذكرى 253 على الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية على مصر، إذ ولد في 15 أغسطس 1769، هو قائد عسكري وسياسي فرنسي إيطالي الأصل، بزغ نجمه خلال أحداث الثورة الفرنسية، وقاد عدة حملات عسكرية ناجحة ضد أعداء فرنسا خِلال حروبها الثورية، حكم فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر بصفته قنصلًا عامًا، ثم بصفته إمبراطورًا في العقد الأول من القرن التاسع عشر.
كانت لأعمال نابليون بونابرت، وتنظيماته تأثير كبير على السياسة الأوروبية، هيمن نابليون على الشؤون الأوروبية والدولية خلال فترة حكمه، وقاد فرنسا في سلسلة انتصارت مبهرة على القوى العسكرية الحليفة التي قامت في وجهها، فيما عُرف بالحروب النابليونية، وبنى إمبراطورية كبيرة سيطرت على معظم أنحاء أوروبا القارية حتى سنة 1815 عندما سقطت وتفككت.
وبحسب ما يذكره كتاب "وجوه القائد" للدكتورة منى خويص، فإن تصرفات الجنرال الفرنسى، وكما يتضح من ما كتبه هو فى مذكراته، أنه كان يتصرف تصرفات طفولية يشبع فيها تلك الحاجة التى لم تتح له إشباعها فى طفوله، أنه سلوك التعويض عن الحرمان الذى نشأ عليه، فلا ننسى أنه وهو فى سن الخامسة عشرة، وبعد وفاة والده، قامت على عاتقه عملية إعالة أسرته وتحمل مسؤوليتها، هذه المهمة التى وبالرغم من وجود إخوة يكبرونه سنا أرادها هو لنفسه رغبة فى تأكيد تفوقه وتمايزه، وفرض ذاته، وإثبات القدرة على الإنجاز.
وتوضح الكاتبة بأن نابليون كان بداخله شعورا يظهر من خلال ما كتبه فى مذكراته أنه فى حاجة إلى الاهتمام والراعية، حيث أنه يختبئ حتى تبادر الفتاة التى وقع فى حبها "جورجينا" للبحث عنه، حتى يراها قلقه عليه، مشيرة إلى مواقف الصفح أمام توسلات زوجته جوزفين، يظهر فيها الطفل الواقف أمام أمه، لا يرتجى سوى حبها ورعايتها، حتى لو أنزلت به عقوبات، كما كانت تفعل أمه، حيث يروى أنها كانت امرأة قاسية، وكانت تشبعه ضربا، كلما أظهر تصرفا لا ترتضيه.