أعلن معرض لندن للكتب النادرة، فى دورته الـ65 لعام 2022، عن نجاحه فى إبرام اتفاق لعقد الطبعة الأولى من رواية "دكتور زيفاجو" للكاتب الروسى بوريس باسترناك، والتى كانت سببا فى منحه جائزة نوبل للآداب.
وقالت معرض لندن للكتب النادرة، أن الاتفاق الذى أبرمه جاء ضمن خطته لعرض الأعمال البارزة من الروايات التى خضعت إلى الرقابة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق مع بائع الكتب بيتر هارينجتون، على نشر الطبعة الأولى الحقيقية باللغة الروسية لـ"دكتور زيفاجو".
كانت رواية "دكتور زيفاجو" قد نشرت في الأصل باللغة الإيطالية في عام 1957 من قبل الناشر فيلترينيلي، لكنها ظلت غير منشورة بلغتها الأصلية حتى عام 1958، عندما حصلت وكالة المخابرات المركزية على البراهين من فيلترينيلي بقصد نشر الكتاب باللغة الروسية وتوزيع نسخ على الزوار السوفييت في بروكسل يونيفرسال.
يشار إلى أن رواية "دكتور زيفاجو" قد أثارت جدلا دفع الاتحاد السوفيتى لحظر نشرها، بينما تم نشرها في دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، وبسببها فاز الكاتب بجائزة نوبل للآداب عام 1958، وإن لم يستطع تسلمها.
كان بوريس باسترناك قد ولد فى روسيا عام 1890، وبحلول وقت الثورة الروسية كان شاعرًا طليعيًا معروفًا، ولكن خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى فرض النظام الشيوعى لجوزيف ستالين رقابة صارمة على الفن والأدب الروسى.
عمل باسترناك، خلال هذا الوقت، مترجما، وفى عام 1956، أكمل الرواية التي جعلت اسمًا عالميًا، وكانت "دكتور زيفاجو" وهى قصة حب ملحمية تدور أحداثها خلال اضطرابات الثورة الروسية والحرب العالمية الأولى، وأثار الكتاب غضب المسؤولين السوفييت، ولا سيما الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف، وجادل السوفييت بأن الكتاب يضفى طابعًا رومانسيًا على الطبقة العليا الروسية قبل الثورة ويقلل من قدر الفلاحين والعمال الذين قاتلوا ضد النظام القيصري، ورفضت الصحافة السوفيتية الرسمية نشر الكتاب ووجد باسترناك نفسه هدفا لانتقادات لا هوادة فيها، ومع ذلك، بدأ المعجبون بعمل باسترناك سرًا فى تهريب المخطوطة من روسيا قطعة قطعة.
وبحلول عام 1958، بدأ الكتاب فى الظهور فى العديد من الترجمات فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك طبعة فى الولايات المتحدة ظهرت فى 5 سبتمبر 1958.
لم تساعد الإشادة بالرواية باسترناك في أى شيء، ورفضت الحكومة السوفيتية السماح له بقبول جائزة نوبل، وتوفى باسترناك فى مايو 1960 من مجموعة من أمراض السرطان والقلب، ولكن الدكتور زيفاجو رفض الموت معه، ففى عام 1965، تم تحويل الرواية إلى فيلم ناجح من بطولة عمر الشريف، وفى عام 1987، نشرت الرواية فى روسيا.
يشار إلى أن معرض لندن للكتب النادرة، فى دورته الـ 65 لهذا العام 2022، ينطلق هذا العام تحت شعار "الكتب المحظورة"، وذلك خلال الفترة من 16 إلى 18، وذلك بمشاركة 120 تاجرا دوليا.