تمر اليوم ذكرى ميلاد الفنان صالح عبد الحى الذى ولد فى 16 أغسطس من سنة 1896 ورحل فى سنة 1962، وكان من أشهر المطربين فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين، لكن نهايته لم تكن مثل البدايات أبدا، وذلك ما كشف عنه مقال للشاعر الكبير كامل الشناوى، نشره فى صحيفة الجمهورية فى 6 أغسطس سنة 1957، تحت عنوان "مأساة صالح عبد الحى".
يقول كامل الشناوى: اعترتنى رجفة شديدة وأنا أصغى إلى قصة صالح عبد الحى، كما رواها لى أحد أقربائه، أن هذا الفنان الذى ظل 40 عاما يغنى ويشدو ويسيطر بصوته القوى على إعجاب الملايين من عشاق الغناء القديم قد أصبح بعدما قررت الإذاعه حرمانه من تسجيل أغانيه لا يجد قوت يومه، ومعه أسرة كبيرة كان يعولها.
وقال: صالح عبد الحى اليوم شبح مريض فقير تملكه الشعور بالهزيمة وأحس المذلة والانكسار، إن الصوت الذى كان يملأ الآفاق بالغناء قد انحبس فى غرفة ضيقة يحاول أن يصرخ من الألم فلا يستطيع إلا الأنين، يحاول أن يجأر بالشكوى فلا يقوى إلا على أن يجهش بالبكاء.
والغرفة الضيقة عارية من الأساس الفخم القديم ليس فيها شيء إلا بقايا كرسى خيزران وزجاجات دواء فارغة، فان صالح عبد الحى لا يملك القروش التى يشترى بها الدواء، إنه لا يعرف كيف يعيش، بل إنه لا يعرف كيف يموت لقد فقد الأمل فى الحياه والموت معا.