مع جفاف الأنهار في العديد من مناطق العالم نتيجة التغيرات المناخية التي طرأت على الكرة الأرضية، اكتشف العالم عدد من الأسرار والكنوز المخبأة تحت الماء على مدار سنوات طويلة، حيث اكتشف الأوربيون مؤخرا أحجار منحوتة كانت مختبئة تحت المياه، وأفاد الخبراء أن هذه الصخور أتت لتحذير الأجيال القادمة من الأوقات الصعبة المقبلة، وفقاً لموقع "بيزنس إنسايدر".
جفاف الأنهار كارثة على الإنسانية بكل تأكيد، لكنها أيضا في بعض البلدان فكت طلاسم حضارات قديمة ولت، وكشفت عن أشياء تعود لفترات مهمة من تاريخ العالم، كالحرب العالمية الثانية، وفى التقرير التالى نرصد أهم ما اكتشفه العالم بعد جفاف عدد من الأنهار:
الدائرة الحجرية
في إسبانيا، التي عانت أسوأ موجة جفاف منذ عقود، كان علماء الآثار سعداء بظهور دائرة حجرية من عصور ما قبل التاريخ أُطلق عليها اسم "ستونهنج الإسبانية" والتي عادة ما تغمرها مياه أحد السدود، تُعرف الدائرة الحجرية رسميا باسم "دولمن أوف جوادالبيرل"، وباتت مكشوفة تماماً في الوقت الراهن في أحد أركان خزان فالديكاناس في إقليم كاسيريس بوسط البلاد، إذ تقول السلطات إن مستوى المياه انخفض إلى 28% من سعة الخزان.
أحجار الجوع
مع عودة موجات الجفاف إلى ألمانيا، عادت إلى الأذهان اسم "أحجار الجوع" على طول نهر الراين، وهي صخور في مجرى الأنهار لا يمكن رؤيتها إلا عندما تكون مستويات المياه منخفضة للغاية، وظهر العديد من هذه الأحجار على طول ضفاف أكبر نهر في ألمانيا في الأسابيع القليلة الماضية. ويحمل بعضها تواريخ والأحرف الأولى من أسماء بعض الأشخاص، وينظر إلى ظهورها مرة أخرى على أنه تحذير وتذكير بالمصاعب التي واجهها الناس خلال فترات الجفاف السابقة.
ونُقشت على تلك الأحجار رسائل تركها الناس في العصور السابقة عن الكوارث التي سببها نقص المياه، في تذكير صارخ بالصعوبات التي واجهوها خلال فترات الجفاف السابقة.
وهناك نقش على أحد الصخور الأخرى يقول: "ستزدهر الحياة مرة أخرى بمجرد اختفاء هذا الحجر"، ونقش آخر: "الشخص الذي رآني ذات مرة، بكى. ومن يراني الآن سيبكي"، وفي نقش ثالث مكتوب "إذا رأيت هذا الحجر مرة أخرى، فسوف تبكي، هكذا كانت المياه ضحلة في عام 1417".
سفن هتلر تظهر في نهر الدانوب
انخفض نهر الدانوب، أحد الأنهار الكبيرة الأخرى في أوروبا، إلى أحد أدنى مستوياته منذ ما يقرب من قرن نتيجة للجفاف، ما كشف عن هياكل أكثر من 20 سفينة حربية ألمانية غرقت خلال الحرب العالمية الثانية بالقرب من ميناء براهوفو الصربي.
وكانت تلك السفن من بين مئات المراكب الحربية البحرية، التي أغرقها أسطول ألمانيا النازية في البحر الأسود على طول نهر الدانوب في عام 1944 أثناء انسحابه أمام تقدم القوات السوفيتية، علماً أنها لا تزال تعيق حركة المرور في النهر في أثناء انخفاض مستويات المياه.
الجفاف فى إيطاليا كشف عن حطام و قطع آثرية من الحرب العالمية الثانية فى نهر "بو" أطول نهر فى البلاد إضافة لبقايا جسر فى نهر "التيير" بـ روما ، وفى إسبانيا كشف الجفاف عن قرية مهجورة فى أوائل التسعينات عادت إلى الظهور فى مدينة جاليسيا، كما أظهر جفاف بحيرة "ميد" الأمريكية عن ظهور بقايا بشرية غامضة قالوا باحثين إنها مرتبطة ب جرائم قتل وقعت فى الثمانينات.
آثار في العراق
أعلنت جامعة توبنجن الألمانية عن اكتشاف فريق من علماء الأثار الألمان والعراقيين لقصر يبلغ من العمر 3400 عاما ويعود إلى فترة الإمبراطورية "الميتانية".
ونشأت الإمبراطورية الميتانية في أجزاء من سوريا ومنطقة ما بين النهرين "دجلة والفرات"، ولكن مازال الكثير من الغموض يلفها حتى يومنا هذا، خاصة وأن عدد ما تم اكتشافه من أثار تعود لتلك الحضارة يعتبر محدودا جدا.
وما جعل هذا الكشف الأثري الضخم ممكنا، الجفاف الذي أصاب خزان سد الموصل وأدى إلى انخفاض معدلات المياه بالسد بشكل ملحوظ. وما أن أدى انحسار المياه إلى ظهور الأثار على الضفاف القديمة لنهر دجلة ،حتى أطلق علماء الآثار العراقيين عملية إخلاء طارئة لإنقاذها.
ولكن لم يمتلك فريق العلماء الكثير من الوقت لنقل المكتشفات الأثرية، حيث عادت مستويات الماء للارتفاع سريعا، ما أدى في النهاية إلى غمر الأثار بالمياه مجددا.