تمر اليوم الذكرى الـ 224 على تأسيس المجمع العلمى، بقرار من الجنرال نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر، وذلك فى 22 أغسطس عام 1798، حيث أقيم المجمع علي أكتاف علماء الحملة الفرنسية علي غرار المجمع العلمي الفرنسي الذي يعتبر أكبر هيئة علمية في فرنسا ويضم الأكاديميات الفرنسية الأربع والذي مازال مبناه العريق يطل علي نهر السين في مواجهة اللوفر من الناحية الأخرى.
كان المقر الأول للمجمع العلمىفي دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859 ثم عاد للقاهرة عام 1880.
يعد المجمع العلمي أقدم مؤسسة علمية في مصر بعد الأزهر، والذي يعد من أقدم المؤسسات العلمية في العالم كله حيث مر على إنشائه أكثر من مائتي عام، ويضم المجمع مكتبة عامرة بكثير من النفائس العلمية التي مر علي طباعتها أكثر من قرنين، هناك كتب يرجع تاريخ طباعتها إلي ما قبل عام 1750، ووفقا لآخر إحصائيات المجمع فإنه يحتوي علي أكثر من 200 ألف كتاب ومخطوطة نادرة كما تضم مكتبته أربعين ألف كتاب، من أبرزها كتاب "وصف مصر" الذي يعتبر أكبر موسوعة تضم تاريخ مصر وجغرافيتها وسكانها وحيواناتها وحشراتها وكل ما يتصل بها.
وبحسب موقع الهيئة المصرية للاستعلامات، كان الباعث على إقامة المجمع العلمي سببين؛ السبب الظاهر للعيان العمل على تقدم العلوم في مصر، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية، وعواملها الطبيعية، فضلا عن إبداء الرأي حول استشارات قادة الحملة الفرنسية، ولكن الهدف الحقيقي هو دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسي، ونتج عن هذه الدراسة كتاب "وصف مصر".
بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر، توقف عمل المجمع، حتى أعاد الخديوي سعيد في عام 1856 تأسيس المجمع العلمي المصري في الإسكندرية، وفي 1880 عاد المجمع العلمي المصري مرة أخرى إلى القاهرة، وأعيد تقسيمه في 1914 مرة أخرى إلى أقسام الآداب والفنون الجميلة، والآثار، والعلوم الفلسفية والسياسية، والعلوم الطبيعية، والرياضيات، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي. ومع ثورة يوليو 1952 تم نقل تبعية المجمع إلى وزارة الشؤون الاجتماعية كما تم سحب الوقف الذي كان مخصصا للمجمع والجمعية الجغرافية. وفي 17 ديسمبر 2011 أحرق المجمع العلمي المصري أثناء اشتباكات بين الثوار وقوات الأمن أثناء ثورة 25 يناير 2011.
رأس المجمع العلمي المصري العديد من قامات العلم والفكر من المصريين والأجانب وأشهرهم لطفي السيد وطه حسين وعلى مبارك، ومن أشهر أعضاءه من المصريين: الرحالة 'جاستونالشهير محمود الفلكي باشا ويعقوب أرتين باشا والأمير عمر طوسون باشا ومحمد مجوي باشا وعلي إبراهيم باشا وأحمد زكي باشا الأستاذ الدكتور علي مصطفي مشرفة.
وبحسب ما أعلنه رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في التقرير النهائي حول الوثائق والمخطوطات التي تم انقاذها من مقتنيات المجمع العلمي أن عدد الكتب التي كانت لدي المجمع العلمي هي23 ألف كتاب و17 ألف مجلد من أمهات الكتب أهمها علي الإطلاق كتاب وصف مصر، و له مجلة سنوية و مطبوعات خاصة. كتبا تأرخ للحروب الصليبية ومذكرات نابليون، كما أملاها بنفسه ومخطوطات للكتاب المقدس، علاوة على أنه توجد به مراجع قد تكون فريدة من نوعها ولا توجد نسخة أخرى منها سوى في مكتبة أو اثنتين من مكتبات العالم الشهيرة.