نواصل معا سلسلة نوادر اللغة العربية، ونتوقف عن أول من قال القصيدة فى العربية، بالطبع غير معروف على وجه التحديد أول من قال الشعر لكن يذهب البعض إلى أن المهلهل بن أبى ربيعة أول من قال القصيدة.
ومعنى ذلك أن الشعر العربى قبل المهلهل بن أبى ربيعة كان معروف منه البيت والبيتين حتى جاء المهلهل الذى يُقال عنه إنه أول من أطال الشعر وقصد القصيد، ومن ثم تبعه الشعراء الآخرون حتى وصل الأمر إلى المعلقات السبع أو العشر، حيث اكتمل الشكل النهائى للقصيدة.
والمهلهل هو عدى بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، عرف فى منطقتى العراق و الشام، وقد توفى قبل الهجرة النبوية بحوالى 94 عاما، وهو أحد أبطال حرب البسوس الشهيرة، وقد كان يعرف باسم أبى ليلى المهلهل، وتم تلقيبه بالعديد من الألقاب و منها الزير و المهلهل و أبو ليلى و غيرها العديد من الألقاب.
يقول المهلهل في قصيدة مقتل كليب
أحـس النـار بقلبـى لهيـب
فقلبى موجح و الجسم ناحـل
ولا ألقى إلى جسمـى طبيـب
وشاب الراس منى والعوارض
فإنى صرت فى حال عجيـب
أيا همام الا يـا ابـن عمـي
فما لك خائف واقـف رعيـب
فما لى أبصر الحرمـة تقلـك
تناديـك وانـت لهـا تجيـب
أراكم تكتموا الاسـرار عنـي
كأنـى بينكـم رجـل غريـب
أراكم فى حديث و فى وشاوش
وبيـن ذا وذا أمـر عجيـب
فلا تخلوا الامور من الحوادث
أيا همـام أعلمنـى تصيـب
وألا افتحوا لى البـاب حتـى
أروح وبالغنـا قلبـى يطيـب