تواصل السلطات الإيرانية اضطهادها لأهل السنة، والتى آخرها حرمانهم من ممارسة طقوسهم الدينية فى أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك بمنع إقامة صلاة العيد فى بعض المناطق بإيران، حسبما ذكرت بعض التقارير الإخبارية، وكانت أبرز هذه المساجد كان مسجد تهرانبارس بالعاصمة طهران، ومسجد صالحية بمدينة إسلامشهر.
ودعا إمام أهل السنة والجماعة الشيخ عبد الحميد إسماعيل فى خطبة صلاة العيد بمدينة زاهدان، إلى تمكين الأقليات الدينية من حقوقهم فى العالم، ووجه الخطيب فى رسالة تحث المسئولين والمرشد الأعلى على خامنئى بإيران بضرورة الاهتمام بأهل السنة ومنحهم المناصب فى الدولة، والسماح لهم بدخول الخدمة العسكرية.. وهناك عدد من المعلومات الضرورية التى يجب أن نعرفها عن أهل السنة فى إيران.
أماكن تواجد أهل السنة بإيران:
يتوزع أهل السنة فى بعض أطراف الدولة الإيرانية، وينتشرون فى المناطق الحدودية الإيرانية، خصوصا فى عرقيات الأكراد "شافعية" والبلوش والتركمان "أحناف"، أما العرق العربى فى إيران يسكنون المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من إيران، ويتركزون فى منطقة خوزستان "الأحواز"، خراسان ، طوالش وعنبران "غرب بحر قزوين"، بوشهر.
التقسيم المذهبى:
وتنتمى الغالبية العظمى من الشعب الإيرانى إلى المذهب الشيعى الاثنى عشرى، أحد الفروع الرئيسية المنبثقة عن الإسلام أى ما يعادل 90%، أما المسلمون السنة فتعدادهم يعادل 8% أما الـ2% المتبقية فهم ينتمون إلى المسيحية أو اليهودية أو البهائية أو الزرادشتية.
تعداد المسلمين السنة فى إيران:
طبقًا لكتاب الحقائق الخاص بوكالة الاستخبارات الأمريكية لعام 2012م فإن إجمالى عدد المسلمين السنة فى إيران يبلغ 9% من إجمالى السكان، وتشير بعض المصادر أن العدد الحقيقى للسنة يبلغ نحو 15% أو 20%، والبعض يؤكد وصول النسبة إلى 25% وأن نصفهم من الأكراد، ويرجع الخلاف حول العدد الفعلى لأهل السنة فى إيران إلى عدم وجود إحصائيات رسمية تم اتباعها.
مساجد السنة فى ايران:
تفرض السلطات الإيرانية إجراءات أمنية مشدد ضد المسلمون السنة ومنعهم من بناء المساجد، وآخرها كان هدم مصلى السنة فى طهران، ورغم ذلك فإن هناك آلاف المساجد والتى تبلغ 10 آلاف مسجد وفق الإحصاءات الرسمية، بالإضافة إلى المؤسسات الدينية السنية فى إيران منتشرة فى مناطق السنة فى محافظات الشمال وبلوشستان وسيستان على وجه الخصوص، ومن أشهر المساجد "الجامع المكى" فى مدينة زاهدان فى إقليم سيستان حيث يتسع للآلاف وتقام به صلاة الجمعة، أما فى طهران العاصمة والتى يقطن بها قرابة المليون سنى فيوجد بها 15 مسجدا لأهل السنة أشهرها مسجد صادقيه، لكن تظل مشكلة صلاتى الجمعة والعيد تؤرق أهل السنة.
تراجع الشيعة وتزايد السنة:
تشير إخبارية إلى أن معدل النمو السكانى فى الأقاليم ذات الغالبية السنية أعلى من متوسط النمو السكانى فى البلاد بشكل عام، وهو مؤشر لمفاهيم معينة، فوفقاً لبعض الإحصاءات، يتجاوز مؤشر النمو السكانى فى المناطق السنية بثلاثة أضعاف متوسط النمو السكانى فى البلاد، وتشير إلى أن تعداد أتباع المذهب السنى فى إيران يتراوح بين 20 مليوناً و25 مليون نسمة.
وبحسب موقع "نفس نيوز" الإيرانى، فإن عدد التلاميذ السنة والشيعة فى المرحلة الابتدائية فى إيران قد تساوى، لافتاً إلى أن معدل النمو السكانى للسنة بلغ 4%، بينما معدل الشيعة 1.7% فق!.
بينما ذكر موقع "شيعه أونلاين" المقرب من النظام الإيرانى، عن الأستاذ الأكاديمى بجامعة مشهد الدكتور سيد حسين علوى قوله: إن "معدل النمو السكانى فى المناطق السنية يصل إلى 7%، أما فى المناطق الشيعية فيتراوح بين 1% و1.3%، مشيرا إلى أن تراجع مستمر للشيعة مقابل ارتفاع فى أعداد المواليد السنة، ويرجع ذلك إلى تعدد الزوجات بين أهل السنة وكثرة الإنجاب والانخفاض العام فى معدل النمو لسكان إيران، ونشرت مواقع شيعية تقريرًا توضح فيه أنه خلال العشرين عامًا القادمة سيصبح الشيعة فى إيران أقلية مذهبية وسيتحول السنة إلى أكثرية.