كشفت دراسات بحثية جديدة، أن حيوان الأطوم انقرض وظيفيًا في الصين، الذى يعرف بكونه عملاق المحيط الأيقوني الذي ألهم قصص حوريات البحر حيث لم يُشاهد في المياه الصينية منذ عام 2008.
كانت الأبحاث حول حيوان الأطوم، أو ما يعرف بـ بقرة البحر، في انخفاض منذ عقود بسبب الأنشطة البشرية مثل صيد الأسماك، ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية" فقد أجرى الباحثون دراسات استقصائية حول ظهوره في المقاطعات الساحلية في الصين، ولم يتم العثور على أي دليل على وجود أي أبقار البحر في بحر الصين الجنوبي منذ عام 2008.
أجرى علماء الحفظ من جمعية علم الحيوان في لندن (ZSL) والأكاديمية الصينية للعلوم مسوحات واستعرضوا بيانات التوزيع التاريخية للوصول إلى النتيجة المحزنة.
وقال المؤلف المشارك البروفيسور صمويل تورفي: "الاختفاء المحتمل للأطوم في الصين خسارة مدمرة. لن يكون لغيابهم تأثير غير مباشر على وظيفة النظام البيئي فحسب، بل سيكون أيضًا بمثابة دعوة للاستيقاظ - تذكير واقعي بأن الانقراضات يمكن أن تحدث قبل تطوير إجراءات الحفظ الفعالة.
أبقار البحر، هي الثدييات البحرية العاشبة الوحيدة، ويمكن أن تنمو بطول يصل إلى 10 أقدام (ثلاثة أمتار) على نظام غذائي يتكون من أعشاب البحر فقط.
ومن المعروف أنها تتكرر في جنوب الصين لمئات السنين، ولكن يمكن العثور عليها أيضًا في المياه الساحلية من شرق إفريقيا إلى فانواتو، وفي أقصى الشمال مثل الجزر الجنوبية الغربية لليابان.
ومع ذلك، فهي مهددة عالميًا ومدرجة على أنها معرضة للخطر من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).
كما تم تصنيف العمالقة اللطفاء أيضًا على أنها حيوان محمي من الدرجة الأولى الوطنية منذ عام 1988 من قبل مجلس الدولة الصيني - وهي أعلى حماية توفرها الدولة. ولمراجعة حالة حفظها، تم إجراء مسوحات للأطوم في 66 مجتمعًا لصيد الأسماك في مقاطعات هاينان، وغوانغشي، وغوانغدونغ، وفوجيان.
قالت "هايدي ما" الباحثة في معهد ZSL لعلم الحيوان: من خلال الاستطلاعات جمعنا معلومات قيمة لم تكن متاحة في السابق لإجراء تقييمات قائمة على الأدلة لحالة أبقار البحر في المنطقة. هذا لا يوضح فقط فائدة المعرفة البيئية لفهم حالة الأنواع، ولكنه يساعدنا أيضًا على إشراك المجتمعات المحلية والتحقيق في الدوافع المحتملة لتدهور الحياة البرية والحلول المحتملة للتخفيف.
وبينما كان الباحثون يهدفون إلى جمع المعرفة بالمشاهد الأخيرة في بحر الصين الجنوبي من السكان المحليين، لم يجدوا أي دليل على بقاء النوع.
وفي الورقة البحثية، التي نُشرت اليوم في Royal Society Open Science، يوصي المؤلفون بالتالي بإعادة تقييم الوضع الإقليمي للأنواع على أنها مهددة بالانقراض "ربما انقرضت". ومع ذلك، يقولون إنهم "سيرحبون بأي دليل محتمل في المستقبل" على أن أبقار البحر قد لا تزال موجودة في الصين.
قال البروفيسور تورفي: في عام 2007، وثقنا بشكل مأساوي الانقراض المحتمل لدلفين نهر اليانغتسي الفريد في الصين. تُظهر دراستنا الجديدة دليلًا قويًا على الخسارة الإقليمية لأنواع أخرى من الثدييات المائية الكاريزمية في الصين - للأسف، مدفوعًا مرة أخرى بالنشاط البشري غير المستدام.
وأضاف: يُظهر هذا البحث الأخير مؤشرات قوية على أن هذا هو أول انقراض وظيفي لحيوان ثديي كبير في المياه الساحلية للصين. أحد الأسباب المحتملة للانحدار هو اعتماد الأطوم على عشب البحر كموطن ومصدر للغذاء، حيث يتدهور بسرعة بفعل التأثيرات البشرية. وتعتبر جهود استعادة الأعشاب البحرية واستعادتها من الأولويات في الدولة، إلا أن هذه المشاريع تستغرق وقتًا لتصبح فعالة بالنسبة للأنواع.
ويسلط فقدان الأطوم الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات فعالة قائمة على الأدلة للحفاظ على الثدييات البحرية المهددة.
يدعو الباحثون قادة العالم إلى جعل فقدان التنوع البيولوجي جزءًا من تخطيط السياسات الأوسع والمساعدة في منع المزيد من الخسائر.
يشار إلى أن الأطوم أو ناقة البحر حيوان بحري كبير الحجم من فصيلة الثدييات ويقترب في شكله من خروف البحر، وهو واحد من أربعة كائنات حية من فصيلة الخيلانيات المائية الآكلة للعشب، وهو من أقرباء حيوان بقر البحر ستيلر، الذي استمر صيده حتي انقرض من بحار البسيطة في القرن الثامن عشر.
والأطوم هو الوحيد من فصيلته والذي يجول بحار 37 بلدا في المحيطين الهندي والهادي، وكذلك البحار في الشرق الأوسط، إلا أن غالبية الأطوم تعيش في مياه واسعة من شرق إلى غرب أستراليا مرورا بشمالها بين خليجي موريتون والقرش.