يعتبر الكثيرون تحفة مارسيل بروست الرائدة "البحث عن الزمن المفقود" الصادرة عام 1922 شاقة وصعبة، وأنه أسيئ فهمها بينما هى في الواقع جذابة عالميًا حتى الآن.
ويصادف هذا العام الذكرى المئوية لوفاة مارسيل بروست ونشر المجلد الأول من تحفته باللغة الإنجليزية "البحث عن الزمن المفقود" التى اعتبرها العلماء والنقاد على نطاق واسع واحدة من أعظم روايات الحداثة في كل العصور، وقد نالت إعجاب فرجينيا وولف المعاصر حيث قالت بشكل واضح "أوه، إذا كان بإمكاني أن أكتب هكذا!" في رسالة إلى روجر فراي في عام 1922.
مثل وولف وجيمس جويس، اللذان سينشران رواياتهما الرائدة في ذلك العام، غرفة يعقوب وعوليس على التوالي، انفصل بروست بشكل مذهل عن التقاليد الواقعية والمبنية على الحبكة لأدب القرن التاسع عشر في من أجل إنشاء معنى جديد للرواية لدرجة أنه حتى يومنا هذا لا يزال يساء فهم روايته بشكل عميق.
كما هو الحال مع عوليس فإن البحث عن طول الوقت الضائع (وهي أطول رواية في العالم رسميًا) فإن الكليشيهات المحيطة بالعمل أكثر من قراءته بالفعل.
يقر كريستوفر برندرجاست محرر إصدار بنجوين من رواية البحث عن الزمن الضائع ومؤلف العديد من الكتب عن بروست بما في ذلك كتاب العيش والموت مع مارسيل بروست الذي تم نشره مؤخرًا، بصعوبات تلخيص الرواية حيث قال لبي بي سي الثقافة: "إن عالم بروست الخيالي هو عالمً في حالة تغير مستمر بشكل صريح ومتعمد. إنه يتحول ذاتيًا وينقل نفسه مما يجعله مقاومًا بشكل جذري لأي نوع من الملخصات السريعة".
ومع ذلك عند الضغط لمحاولة وضع مخطط موجز، لاحظ أنه على الرغم من طبيعته التجريبية، لا يزال هناك نسج سردي أساسي في الرواية حيث يقول: "إنها تحكي رحلة شخص من الصبا إلى منتصف العمر وتتوج باكتشاف واحتضان مهنة، وهي مهنة الكاتب" ويضع هذا السرد الرواية في قالب "بيلدنج جروسمان" الأوروبي وهو نوع الروايات الذى يحكى قصة تكوين فرد من الشباب إلى النضج.
وتقع رواية بروست المطولة الضخمة فى سبعة كتب وفيها يركز السارد على ماضيه بدقة وفيا للذكرى أكثر من الواقعية ويبلغ عدد صفحاتها 4300 صفحة، وتحتوي على مليون و500 ألف كلمة، ويبلغ عدد شخصيات الرواية 2000 شخصية.
وبسبب هذه الرواية وصف جراهام غرين بروست بأنه «أعظم مؤلف في القرن العشرين»، أما سومرست موم فقد وصف الرواية بأنها «أعظم عمل خيالي» رغم أن بروست مات دون أن يتمكن من إنجاز النسخة النهائية من الرواية وتركها على شكل مسودات راجعها أخوه روبرت ونشرها بعد وفاته.