تمر هذه الأيام الذكرى الـ16 على رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ، الذى رحل عن عالمنا فى 30 أغسطس عام 2006، عن عمر يناهز 94 عاما، بعدما قدم لنا العديد من الأعمال الروائية والقصصية الخالدة، وبرع فى الكتابة للسينما، فكان من أكثر الأدباء الذى تحولت روايتهم للشاشة، وأكثرهم كتابة للسينما مباشرة.
قدم الأديب الراحل للسينما مباشرة العديد من السيناريوهات والأعمال، وبقيت تلك الأعمال من أيقونات السينما المصرية والعربية، حيث قدم أول سيناريو له لفيلم "مغامرات عنتر وعبلة"، والذي تأخر إصداره حتى عام 1948، ثم فيلم "المنتقم"، والذي صدر قبل فيلمه الأول، وكان المخرج صلاح أبو سيف أحيانا يشاركه في الكتابة، واستمر نجيب محفوظ في كتابة السيناريوهات حتى عام 1959.
وكان وحش الشاشة الفنان القدير فريد شوقى، فضلا كبيرا على دخول نجيب محفوظ لعالم السينا، وقيامه بكتابة العديد من السيناريوهات الفنية، وهي القصة التى رواها "محفوظ" فى أكثر من مناسبة، تحدث عنها أيضا وحش الشاشة العربية، كاشفا كواليس دخول نجيب عالم السينما، وأول أجر يحصل عليه نظير كتابة السيناريو، وذلك خلال إحدى البرامج التلفزيونية، قائلا: "علاقتي بالأستاذ الكبير نجيب محفوظ كانت أول حاجة قرأتها له بداية ونهاية، ورحت عشان اشتريها منه، نجيب محفوظ كان موظف في وزارة الأوقاف في حي الجمالية قسم الرهنات، نجيب محفوظ الأستاذ الكبير ده تدخل عليه السيدة ومعاها الصيغة بتاعتها او الخاتم أو الحلق عشان يرهنهم تبع وزارة الأوقاف، هذا العبقري كان بيرهن صيغة الستات تبع وزارة الأوقاف".
وتابع "شوقي": بقيت أروحله هناك وأقعد، لكن كنت أيامها بعمل فيلم "جعلونى مجرما"، والأستاذ سيد بدير هو السيناريست وقولنا نجيب الأستاذ نجيب محفوظ يظبط الشخصيات، لأن لما تقرأ للأستاذ نجيب في معظم رواياته إزاي بيرسم الشخصية حتي في القعدة في الماسكة حتي في الرجل علي رجل حتي في الطربوش حتي في المناشة، فجبناه واتفقت معاه علي 100 جنيه لأن أنا المنتج، وأديته 25 جنيه عند التوقيع، وفى أول الشغل 25 جنيه، وفي نص الشغل وفى اخر الشغل، وكنا قعدنا نجتمع في كازينو بديعة، كنا بنجتمع أنا وهو والسيد بدير 3 مرات في الأسبوع، وقعدنا 6 أو 7 شهور لحد ما طلع فيلم "جعلونى مجرما"، وقرأنا واتكتب خلاص علي المكنة، ومتشكرين يا أستاذ نجيب وخد فلوسه".