تمر اليوم ذكرى ميلاد مارى شيلى (30 أغسطس 1797) ورحلت في 1 فبراير 1851، وهى الكاتبة إنجليزية ومبدعة شخصية فرانكنشتاين عام 1818 وزوجة الشاعر بيرسى بيش شيلي.
ولدت مارى شيلى فى لندن لعائلة مثقفة، إذ كان والدها الكاتب والمفكر ويليام جودوين ووالدتها الكاتبة مارى وولستونكرافت التى كانت من أولى المدافعات عن حقوق المرأة، وتوفيت إثر ولادة ابنتها التى نشأت فى جو من الحرية والثقافة العالية.
ومع كون مارى شِلى كاتبة مبدعة فقد عاشت فى ظل زوجها الشاعر، وتوفيت فى لندن بعد أن قامت بجمع وتحقيق وتقديم ونشر مؤلفاته مع شروحاتها عليها.
عند تعرفها يِلى رأى فيها من يفهمه ويجاريه فى الفلسفة والشعر فتحابا، مع كونه متزوجاً هارييت وستبروك التى كانت من طبقة اجتماعية أدنى، وهربا معاً إلى فرنسا ثم إيطاليا حيث أقاما ما تبقى من حياة زوجها، خلا زيارات متقطعة لإنكلترا. تزوجت شِلى بعد انتحار زوجته الأولى عام 1818، وأنجبا عدة أطفال لم يبق منهم على قيد الحياة سوى واحد هو برسى فلورنس.
تعرفت عائلة شِلى الشاعر اللورد بايرون على ضفاف بحيرة ليمان فى سويسرا، ونشأت بينهم صداقة وتفاهم متبادل وحوار أدبى وفلسفي. وبتشجيع من بايرون وزوجها بدأت مارى كتابة أولى رواياتها وأهمها "فرانكنشتاين، أو بروميثيوس الحديث" (1818). ومع أن الرواية تنتمى إلى نوع الرواية القوطية التى يعالج الكاتب فيها موضوعات الغرائبية وماوراء الطبيعة فى عالم الأحلام والأشباح والأرواح، إلا أنها على علاقة وطيدة أيضاً بأسس الحركة الإبداعية (الرومنسية) التى كانت الكاتبة مخلصة لها، مثلما كان زوجها فى مسرحيته "بروميثيوس طليقا"، وبايرون فى قصيدته الدرامية «مانفرد»، وصامويل تايلر كولريدج فى «قصيدة البحار العجوز» التى بحثت كلها فى الوضع (الشرط) الإنساني.